متى يغلق السجن الليبي الكبير أمام اللاجئين السودانيين؟

20 فبراير 2025
متى يغلق السجن الليبي الكبير أمام اللاجئين السودانيين؟

د.فارس قائد الحداد 

منذ اندلاع الحرب الدائرة في السودان بين الجيش و”الدعم السريع” على السلطة خلفت هذه الحرب ماساة يندى لها جبين الانسانيه ،اذ نزح من جراء الحرب ما يقارب 11 مليون نازح الى عدة دول عربية منها مصر وليبيا وغيرها من دول الجوار هروب من جحيم الموت في السودان لينتقلوا الى جحيم الموت الاخر في رحلة الموت في صحاري ليبيا وفي بلدان اللجوء الأخرى. فليبيا واحدة من الدول التي فروا إليها الملايين على أمل ان يجدوا حياة شبه مستقرة وقبولا وارتياحا شعبيا من الليبيين ومعاملتهم معاملة اخوية وانسانية باحترام في بلد عزيز مثل ليبيا كلاجئين دفعت بهم الحرب الى ترك منازلهم وبلادهم وديارهم بحثا عن قليل من السلام والامن بجوار الليبيين وبلدان اللاجئين الأخرى 

لكنهم لم يكونوا يعلمون انهم وصلوا الى مستنقع الموت الاخر سواء كان في صحاري ليبيا او في داخل ليبيا نفسها، اذ شكلت ايضا معتقلا بل سجنا كبيرا لالاف بل ملايين اللاجئين السودانيين تجاوزات اعراف واخلاق اللاجئين من قبل سلطات وحكومة ليبيا في الشرق والغرب الليبي ومن عامة الناس لم يكونوا يعلموا ان مصيرهم هو الموت الاخر ايضا في هذا البلد العزيز التي تحول من بلد الاخوة والجوار إلى بلد فيه امتهان كرامة اللاجئين ،فاصبحت ليبيا اليوم سجنا مكتظا بالالاف بل بالملايين من اللاجئين السودانيين الحبيب.

فاين اخلاق واعراف اللاجئين يا ابناء ليبيا حيث يتعرض الالاف من ابناء السودان الحبيب اللاجئين لابشع صور الانتهاكات ما بين قتل وسجن ومتاجرة بالبشر للجنسين والاطفال داخل ليبيا في هذا البلد الممزق ايضا .

فالمراة العزيزة “س” تقول دعوت ربي أن نموت كلنا معا أنا وأطفالي”

“التركينة” -وتعني الركن في العامية الليبية- هي اسم يطلق على مراكز احتجاز عشوائية يحتجز فيها مهربو البشر في ليبيا المهاجرين حتى يدفعوا مالا مقابل إطلاق سراحهم حسب روايات متطابقة من مهاجرين في ليبيا .

” المهربون الوجه الآخر للموت في ليبيا حيث يدخل صباح كل يوم بهواتف ليتصل المحتجزون بمن قد يدفع فديتهم”وقد يترك المهاجرون مبلغا لدى المهرب في مصر على أن يرسله إليهم بعد أن يجتازوا الحدود. لكن المهرب القاتل قد يتنكر للمهاجرين ولا يرد على اتصالاتهم اليومية من الأسر، 

 فظنت “س” أن في ليبيا حياة أفضل لها ولأطفالها بعد أن ضاقت بهم السبل العيش في مصر الكنانه و”أصبحوا عرضة للنبذ والعنصرية والعنف” الذي تعامل معهم ابناء الاخوه في مصر بتعامل قذر لا يعبر عن عراقة مصر وشعبها وقيادتها شأنهم في ذلك شأن بقية السودانيين آخرين تحدثنا إليهم من بين مئات الآلاف الذين دخلوا مصر هربا من الحرب.

لكن حياة “س” في ليبيا “جحيم مستعر آخر “.فقضت وأطفالها وزوجها في “التركينة” نحو شهرين مع مهاجرين آخرين.في غرفة للنساء والأطفال مفصولة عن زوجها الذي أودع غرفة خاصة للرجال، ذاقت وابنتها وولدها ألوانا منالعذاب، تتذكرها بتفاصيل مؤلمة.”مازالت علامات الضرب على أجسامنا أنا وأطفالي.. ابني وابنتي أصيبا بالتبول اللاإرادي من الرعب والتعذيب، يضربون ابنتي ويضعون أصابع ابني في فرن مشتعل أمام أعيني” تقول “س” باكية بحرقة.”في أحيان كثيرة دعوت ربي أن نموت كلنا معا في آن واحد، لا سبيل آخر للخلاص”، تقول أيضاً”يتقطع قلبي عندما يقول لي ابني إن الجوع سيقتله” تقول” س” وصوت رضيعها الباكي يغطي على صوتها، وهي تقول لي “جائع هو الآخر لكني لا أملك غير صدري أرضعه حتى يهدأ، رغم أنه لا يوجد به ما يشبعه”.لم تأمن العائلة شر العصابات النازية الليبية واجهزتهم الامنية الاجرامية التي يعتقد أفرادها أن المهاجرين السودانيين يخفون مالا كثيرا

ليقول واحد من أولئك العصابات الاجراميه الليبية”أنتم السودانيون كذابون تدعون الفقر ” وغيرها من نازية الالفاظ تنقلت “س” من مكان لمكان حتى آوتها عائلة مهاجرين في ليبيا.يبقى عليها أن تطعم أطفالها وتحميهم، حتى بالموت الذي تتمناه لها ولهم لكننا نقول لك أيتها العزيزة “س” وكل الشريفات العزيزات حرائر السودان وليبيا فدموعكن وحزنكن ستكون صيحة ومواجة عذاب تلاحق أولئك العصابات الاجراميه في ليبيا ولن ينعموا بسلام .

هذه الماساة الحقيقية شكلت فاجعة للتاريخ بل للاجيال بانما يحدث اليوم للاجيين السودانيين في هذا البلد ليبيا الذي مزقته الحرب ماساة مؤلمة لم تحدث في التاريخ فأصبحوا يعيشون موتين أمام نفاق ونازية العالم العربي والدولي الذي ينتظر منهم فتح ملف جرائم الانتهاكات والعنف التي مارست سلطات ليبيا في الشرق والغرب الليبي بحق اللاجيين السودانيين وسجونها .

فمتى سيغلق سجن ليبيا الكبير بحق ابناء الشعب الليبي وبحق اللاجئين السودانيين؟

ومتى سيتحرك العالم لانقاذ الملايين الاحرار القابعين في سجون ليبيا ؟

وماذا سيقول التاريخ لليبيين سلطات وشعبا وما فعلوه بحق اخوانهم اللاجئين السودانيين.

صحافي وحقوقي يمني *

Comments

Sorry Comments are closed

    Breaking News
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com