استطلاع : مقاربة مغرب /مشرق: حوار مع الشاعرة المغربية مريم أبو سفيان

24 مارس 2025
استطلاع : مقاربة مغرب /مشرق: حوار مع الشاعرة المغربية مريم أبو سفيان

الأدباء والمثقفون المغاربة والعرب

 في مقاربة مغرب/ مشرق

إعداد قسم التحرير

ملحق ثقافات وآداب – صحيفة قريش – لندن – الرباط

يشارك معنا في سلسلة حلقات استطلاع ملحق ثقافات وآداب لصحيفة قريش في لندن.. عدد من الأدباء والمثقفين المغاربة والعرب في مقاربة مشارقية، من خلال أسئلة نطرحها للاقتراب من ذواتهم وانشغالاتهم في التعبير عن رؤيتهم حول ما ينتجونه وما يتصورونه كأفق للإبداع داخل هذه المتاهة من الحياة .. متاهة الذات، ومتاهة الإبداع في الأوقات المدهشة من حالات المزاج ، الذي قد لايطاوع شخص الفنان المبدع في مواجهة صعوبات العصر الحالكة والشائكة.

******

هي أسئلة نطرحها على الأصدقاء والزملاء من الأدباء والفنانين والإعلاميين .. للاقتراب من ذواتهم وانشغالاتهم في التعبير عن رؤيتهم حول ما ينتجونه وما يتصورونه كأفق للابداع داخل هذه المتاهة من الحياة .. متاهة الذات، ومتاهة الإبداع في الأوقات المدهشة من حالات المزاج ، الذي قد لايطاوع شخص الفنان المبدع في مواجهة صعوبات العصر الحالكة والشائكة.

الشاعرة المغربية، مريم أبو سفيان.. ملازمة الكتب أعادت تشكيلي سيرة أخرى

*ماذا يقرأ المغاربة للمشارقة من القدماء والمعاصرين؟

**هذا سؤال تصعب الإجابة عنه لأنه يحتاج إلى استقصاء للرأي واستطلاع له هذا إذا كان المغاربة          مازالوا يقرؤون، لكن يمكن أن أعطي فكرة عما كان يقرؤه جيلي جيل السبعينات والثمانينات، جيل عطية الأبراشي وأحمد بوكماخ بحكم أن الكتب المتداولة حينها؛ كانت محدودة، نستعيرها من المكتبات المدرسية أو الخزانات البلدية ..أسماء مثل نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، العقاد، يوسف إدريس، غسان كنفاني، إبراهيم جبرا، حنا مينة،المنفلوطي، جمال الدين الأفغاني وغادة السمان… و زد على ذلك وأسهب من العناوين التي ألهبت مخيلتنا و أثتت يفاعتنا …”الرباط المقدس” كتاب لتوفيق الحكيم قرأته، وأنا بعد في المرحلة الابتدائية أما “العواصف” لجبران خليل جبران، فقد أتاحت لي قصة قصيرة جدا فيه بعنوان “فلسفة المنطق أو معرفة الذات” التعرف على وابل من الشخصيات العالمية في مجال الأدب والفكر من خلال شخصية سليم أفندي دعيبس والذي في محاولة للتعرف على ذاته بعد قراءته لرسالة أفلاطون لتلميذه وقف أمام المرآة واكتشف أنه قصير القامة كما نابليون و فيكتور هوجو،  وضيق الجبهة كما سقراط وسبينوزا ، وعينه فيها سقم كما بولس الرسول و نيتشه … 

ملازمة الكتب أعادت تشكيلي سيرة أخرى.

*هل فعلا تصدقين أنك تبدعين لتعيشي الحياة؟

**هناك جملة استهل بها ألبير كامو نص “الصحراء” في كتابه ” أعراس” Noces كالآتي: ” يقينا الحياة هي إلى حد ما نقيض التعبير” ليضيف في جهة أخرى من النص نفسه ” لكن ما السعادة إن لم تكن ذلك التناغم البسيط بين كائن و بين الوجود الذي يعيشه “

لنتوقف قليلا عند كلمة “كائن” هذا الاسم الفاعل المشتق من ماض ناقص “كان” هويته الحقيقية والكارثية هي ما سيكونه..ما هو قادر على فعله ومدى اهتزازه في سلم القوى الكوني.

إننا كمشة إمكانات وما يحدث الفرق هو ذلك السعي للوصول إلى أقاصينا من هذا المنطلق فكل إنسان يصير مبدعا ما إن يقرر أن يمضي إلى أقصاه في عالم سادر هادر قدما فوق رأسك.

جورج باطاي وما أدراك ما جورج بطاي يقول “ما يرغمني على الكتابة أظن هو الخوف من أصير مجنونا ” لكن الأجمل هو ما قاله هولدرلين “أن تقيم بشعرية في هذا العالم” .

إننا نغدو ما نريد عندما نعيش بتناغم مع العناصر في الحيز الذي نشغله.

*الفنان ..الرسام..أو المثقف هل هو كائن انطوائي..أحيانا يعجز عن حل مشكلات صغيرة تخصه فبالأحرى يحل مشكلات المجتمع؟

**الفنان الأديب أو المثقف عموما ليس كائنا انطوائيا ولا ينبغي أن يكون كذلك هو شخص ربما غريب الأطوار، حسّاس زيادة عن اللزوم يرى ويستشعر الأشياء حوله بطريقة مختلفة…عن المشكلات الصغيرة شأنه شأن الجميع فهي بداهة اليومي الذي يعيشه le trivial قد يقوم بحلها وقد يتجاهلها ليمر إلى شيء آخر.

أما عن المشكلات الكبرى التي تخص المجتمع، هل الفنان أو الكاتب مطالب بإيجاد الحلول ؟ إذا قلت نعم فأنت ستحصره في إطار الوظيفية وتجعله حبيس وضعية محددة: “الالتزام” لكن أكبر عدو للإبداع هو أن يكون مؤطرا و مقيدا… و أعود إلى باطاي في كتابه”النصيب الملعون” حين ذكر نفعية اللانفعية إذ لا ينبغي حصر الإنسان في نفعيته فبالأحرى الفنان أو الأديب.. على أن المثقف ينبغي أن يكون منخرطا في هموم محيطه دون أن يغدو وسيلة أو أداة .. أن يكون عينا وأذنا ..قلبا وقالبا أينما حضر ..لأن ذلك التماس مع الأشياء ومع الناس هو الذي يشعل الفتيل..مع الحفاظ في نفس الوقت على تلك المسافة الضرورية والواقية في قلب الزحام و التي تجعله “الرائي” …الخلوة في الجلوة كما عند الصوفية.

*أنت و الذكاء الاصطناعي ما محلكما في الوجود أنت معه أم ضده؟

**الذكاء الاصطناعي لقد صار “رب الشعرى” ..من يملك المعلومة بيده السلطة لا أذكر من قالها…زمننا زمن التدفق le fluxأشياء كثيرة تتغير قبل أن يرتد إليك طرفك… هذه الثورة التي وصفها Michel Serres بالثورة الناعمة la révolution du doux جعلتنا ككائنات رخوية غير قادرين حتى على تذكر أرقام هواتف أقرب الناس إلينا…لكن هل نستطيع التخلص من هواتفنا “الذكية” ؟ هل نستطيع الاستغناء عن الأنترنت؟ أكيد أننا غارقون إلى الأذقان ولا أحد يدري إلى أين نحن سائرون …

هل أنا مع أم ضد “الذكاء” سيكون من “الغباء” أن تكون ضد الأمام فأنا بنت زماني ولا يسعني إلا أن أجاريه في حدود المعقول و المنطقي و في الحدود التي أحافظ فيها على إنسانيتي.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Breaking News
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com