ارتطمت الأرض في حادث سير
سونيا الفرجاني

شاعرة من تونس
ماذا لو هبّت ريح من الجنوب على عيوب الشعر الغزليّ ونثرته؟
أو شردته
أو شتته؟
سيتطاير في العالم وفي الهباءات
داخل مخابر مكتظة بالمرضى
سيُقْضَى
وقت طويل أمام نهود مرمية على الأرصفة
وحول سيقان وربلات وأعضاء عارية تحوم حولها أسراب من الكواسرْ.
ستغامر النسوة الباكيات بجمع القطع الساقطة،
حلمات دامية
شعور منتوفة وجماجم كانت عليها عيون كسرها الوصف الذليل
فساحت.
يصرخ الباحث العليل أمام أنبوب ومجهر:
هذه حفنة من نحر أنثى
كيف أَوَتْ نجمة محترقة
إلى يرقة ؟
رفعَ الستار
واستدار:
ثمّة تابوت في الريح
ثمة شفاه ترتعش بشدة
تزيح نظراتي وتصفعني.
ثمة شيء غامض يمنعني.
المدن تغلي بالنساء الممزقات.
لحم منتوف يكسو أطراف المباني
طيور تهبط على قطع من الأرجوان
نهد يسقط داخل بوق الصومعة
يرفع المؤذن صوته فيطلع ثدي ويرتطم بالآذان.
تغير لون المنازل والمباني
شبعت الكلاب وشبع الذباب
وشبع الشعر
لكنّ الأرض شيّعت نساءها
وارتطمت في حادث سير دمويّ؟
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن