حصاة الأرض … قصيدة: رمضان زيدان

2 مارس 2025
حصاة الأرض … قصيدة: رمضان زيدان

رمضان زيدان

بعثتُ طلّه 

من شرفة الصبح  المنير 

لأجوب من بين الحياة لعلّه

يصيح حادي فجرها خيراً يواتي

 فاظفر من حياتي جولة

هذا حصاد الأرض حنطة غرسها

ملأ السهول سنابلاً من قِلّه 

والنبض عدّد في سنين حياتنا

يوماً يسلم آخراً قد جاء بعد وولّى

هذا ابن خاطر مهجتي أُسدي له

فكراً تعمّق داخلي وتجلّى

ليجول في الكون الرحيب بومضةٍ

عيناه دامعتان وخدوده مبتلّة

يسري إلى ساح العروج بروحه

ويجافي طيفاً في الدروب أضلّه

قد جاء يرمق في الليالي غيمةً

مرت على ظمأ الغلال

 وأمطرتْ ري السماء تُقلّه

ويصاحب الرقراق في غدواته قمرٌ

 تشق دجى الظلام نجومه

 وبدا السحاب مظلّه

تمضي السكينة في براءة ركبها

بين النسيم على جبين التله

حتى يلامس في ربيع زهورها

وجناتها وقفتْ عليها النحلة

وتثور ريحٌ سافيات بالفلا

راحت تداعب في سنام النخلة

على برديتي دوّنتُ في شمائها 

رطباً تندي بجيدها وتدلّى

مداه أشرق في روابي هامها

لمح البريق وفي الربوع تملّى

الشمس تبعث في مباهج ثغرها

نوراً يشع على الدُنا والظل قاد أدِله

يثب الشعاع إلى مناحي روضةٍ

يعدو ليلحق في المرابع خِلّه

مطرٌ على وجه البسيطة

غامراً روح الحياة . الحقُ لم يتخلّى

الغوث والغياث للأرض التي

بعثتْ بشوق كيانها ممتنة

هذا جواد الفتح يعدو ركبه

في كل واد للحمى له صوله

وعلى الفيافي قد تظافر عزمةً

قامت تُجوّد بالمعاني صهله

وتنادي فوق رمالها . فرسانها

لتعيد حقاً يستجير لوهلة

وأقيم عرض الصافنات تأهباً

تعدو لتبلغ في الوغى متحفزاتٍ بالولوع لوثبه

لا غصن زيتون ولا طير الحمى

فالوقت وقت حرابها والجولة

صدحت حصاة الأرض تبعث ندهةً

 تبري شمائل للورى معتلة

قد أشعل الوثّاب وقْد نفيره 

والصارم المقدام على العدا قد سلّه

صوت الثكالى قد تمادى نائحاً

حتى يعود الحق يعرف أهله

في كل ضاحيةٍ يبوح بشهقةٍ

تُضني القلوب بحرقةٍ والى شعابٍ دلّه

لحن الأسى قد لاقى ساعة حزنه

صبّاره يحوي الضنى على مرابع أُكله

قد راح يتّشح السواد حداده

لثرى البلاد على المدى

يبكي دماً وعلى قرىً محتلّه

تأتي الجراح لتدمي بين ضلوعنا

سكنى هنا وعلى المنى تثب المنايا جُملّه

صلّيتُ من اجل أطفال الحجارة من لهم ؟

وجعلت من نُصب المجاهد قِبله

هذي حروف الضاد ترثي أمةً 

غفلت هي في الحقيق تغافلت

ورمت عن كاهليها اثاقلت وتذرعت بحرف العلّة

فاخلد بأحضان القوافي دعةً

وابعث بموجات النسيم نديةً إلى الورود بقُبله

شـمّر هنا عن ساعديك مروءةً

وحيك بيديك من النسائم نفحةً

وجه الضحى نبراسها 

وتفرّعتْ أنوار شمسٍ في مرابع أرضها

من خيرها نضجتْ عناقيد الكروم بوهجها

وهناك سرب للحمائم حوله 

سرب الكواسر يُفرغ غلّه

 على غصونٍ للسلام النرجسي

وعلى الفروع اليابسات جذوعها 

تلك التي هجرتها أسرابٌ

وذرفت دمعها بشاطئ دجله

يا غصن زيتون الإباء

 طرحتَ في كف الناصري محبة

وتبدّى في قدس أقداس الواردين محله

وعلى ضفاف النهر خاض المعمدان عبابه

حتى يعمّد باعثاً في الملخص طُهره

يا تلة الجلجلة ترنيمة الإخلاص تمامها

أيقونة ومِراس وللخلاص أهِلّه

يوسف الصديق رفع أبويه 

على العرش السمي منارة

فوق قنن للكنانة شرفتْ بتنزيل الوصايا  

وحيٌ حييٌ به يُقدم رُسله

موسى الكليم على طور سيناء ناجى ربه

وخرَّ صعقاً والجبل دكاً . دكا

لما العلي تجلّى

داود يحكم في القطيع سيادةً

وعلي اليمين قد اعتلى فوق المنصة نجله

أمضى سليمان الحكيم عدالةً 

وبحكمته .. قسطاسه له بالقوامة مسْلكٌ

من جاء بالعدل القويم تحلّى

الهدهد الفيلسوف يطوف مفوهٌ وللبيان شغوف 

قد أخبره بما جرى وتألَّى

 عن عبدة الشمس مقرراً إن همُ

إلا عبيداً ذوي النُهي المختلة

هذا رسول الله محمد من علّم الإنسان

فضائل الإيمان جِبلّه بعد جِبلّه

وتراءى يوم حُنين مواكب الجمعان

بالميدان وقالها من قال                                                                                                                                                                              لن تُهزموا من قلّه

فانزل الجليل بمحكم التنزيل (واعدوا …)

ولا تعْتدوا تفاخراً

لتبقى مناقب الفرسان ماثلة بساحة الشجعان 

عِظَمٌ تراءى قد دوّنتها رمقةٌ والطلّه

…..

Comments

Sorry Comments are closed

    Breaking News
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com