قصيدة أمازيغية مترجمة.. ذكريات العاصفة

عبدالرحيم حمام

قصيدة TINIFIFT العاصفة، نص شعري مترجم من الأمازيغية إلى اللغة العربية، من ديواني الشعري الموسوم ب” TISEMTI” الباكورة بالعربية.

العاصفة

يا صاحب القوّة اللّا محدودة 

يا خالق اللّيل والنّهار

حلّ الظّلام فأصيب كياني

يا حنين خفّف عنّي ولا تآخذني

نزلت الصّاعقة فانفجر النّسيان

انفلتت منه الذّكريات

كلّ واحدة بلحافها

مليئات بالقهقهات والدّموع

مليئات بالغناء والنّحوب

مليئات بالكفن والورد

مليئات بالحقائق والأكاذيب

مليئات بالصّمت والأقاويل

مليئات بالموتى والأحياء

مليئات بالجليد واللّهيب

مليئات بما ملئن به

اتّصالك، نداؤك

أعاداني من بعيد وأنا على أجساد الأخريات

إليك… إليك

قَدِمت على حدّ السّيف

عبرت مساحات شاسعة

اجتزت نفسي، بنفسي

إلى نفسي

عبرت إليك

ممتطيا رائحتك

من أجلك قنعت بالكارثة

رضيت بالكارثة الجميلة

رضيت بالكارثة السّارة

لمّا كُنْتِ سببها 

رضيت وتواطأت

ولم أدرك بعد، ما العاقبة؟

هل عبرت من الوجود إلى العدم؟

أم من العدم إلى الوجود

أم بينها أسير ذهابا وإيابا

لأنسج آمالي

انسج لك دِثارا

وأجعله عليك غطاء 

عليه تقرئين أساطير الأوّلين

وأسرار الحياة برمتها

أنا ماض إلى غايتي

كلّ ما أرتديته سقط عن جسمي

وأندثر كلّ ما حولي

أدرت ظهري لهذه الدّنيا 

أبحث عن حياة خارج أنّات الزّمان

أبحث عن حياة خارج امتدادات المكان

عندما انفتح بابُك 

غمرتني رائحة الموت

حين فتحت ذراعيكِ 

التهمني، وابتلعني حجرُك

ذبت بين يديك 

لما استنشقت رائحة عرقِك. 

ثملت على صدرك

حين استيقظت لك صرت خادما

برؤوس أصابعي، برؤوس أصابعي

بدأت كيّ الشّهوة

وبدأت شرطات الحبّ

كويتك وأكتويت بك 

تحوّلْتِ إلى صعيد طيّب فتيمّمت بك للصّلاه 

سوّيتك ولمّعتك،

ثم فوق كلماتي فخّرتكِ

وعلى قَوامِك فتلت الذّكريات

أقوم بصرمها لاتخذها زادا

لمّا عرفت أنّني مقبل على حرب الفراق

من تحت رَاحةِ يَدَي

استشعرت عظمة اشتياقك الجارف

الذي شكّل مستنقعا، أدركته

وبكلمات جميلة 

صرفته إلى الجداول والسّواقي

يا صاحبة الخطوات المضبوطة كعقارب السّاعة

والقَوام الذي أذكى فتنة فدياس 

كم من خاتم تملكينه؟ 

بأصَابِعكِ غيّرت جلّ مواطِنها

لهيت بجواهِرِك

إلى قسمين شطرت فؤادي 

صادرتِ إرادتي

خرزتي جراحي الغائرات

بشعرات رأسك المتلألئات 

وبنظرات عينيك اِلتأم الجرح

دغدغتني رموش عينيك

وحفيف شفتيك 

هكذا صرت ملفوفا برائحة عرقِك

أيّتها الغارقة في الحمرة

لقد شلّك الحياء

فوليت وفضّلتِ الصّمت

أنا على دراية بهذا أيتها النّجمة 

قرأت لغة أصابِعكِ

كلّ ما تشتهينه تدركينه بيديك

أنت بأعماقي تمارسين الحياة 

وما قيمة الحياة إن أنت هجرت عوالمي

نفاذي إلى أعماقِكِ، حبيبتي! أمر مؤكّد

هنالك يتسنّى لي بذر هواي

سأحجز لك مكاناً بين قرينَاتِكِ 

وأنتشلك من السّواد الذي ترتدينه

سأغيّر مجرياتِ حياتِك حتما حبيبتي 

إنّ الكلمات شاهدات عيان

على تسابقنا نحن الاثنان

إلى قطف ثمار انتظرناها طويلا

لنعود إلى الحقيقة، حان الأوان

ليرنّ بقدمكِ الخلخال

ولفرحنا ألبسُك البياض

لا أريد أن يحلّ الخصام بيننا 

أودّ أن نبقى أوفياء لحبّنا

حتما أوثِّق وجودَكِ

أريد أن تكوني امرأةً

كوني امرأةً، كوني امرأةً أيّتها العاصفة!