ليس أمراً عابراً أن تثق الإدارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب بالسعودية في منعطف تاريخي اشكالي معقد، لكي تقوم بهذا الدور الدولي الخطير في تنظيم اللقاء الاوكراني الأمريكي ومن ثمّ الروسي ،لبحث انهاء الحرب.
ولعلّ أهم ثمرة لهذا اللقاء هو تراجع ترامب عن تعليق المساعدات لأوكرانيا فوراً ، وكذلك نضج العرض المقدم للسلام بقناعة اوكرانية وارتياح امريكي، والكرة باتت في ساحة روسيا، واسفر اجتماع جدة عن إعادة ضبط مسار العلاقات الامريكية الأوكرانية بعد تلك المشادة المثيرة بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض امام عدسات الاعلام.
السعودية أصبحت في سنوات قليلة من خلال الدور القيادي للأمير محمد بن سلمان، ركناً دولياً لا يمكن تجاوزه في أي نظرة عميقة لمتغيرات الاحداث الكبرى في المنطقة الأكثر سخونة في العالم.
في سنوات الحرب كانت السعودية تقوم بواجب انساني كبير من خلال الوساطات المستمرة لاطلاق سراح الاسرى من البلدين، فضلا عن اطلاق دعوات جدية لتغليب مسار السلام على كل المسارات الأخرى. لذلك ليس كثيرا أبداً أن تكون جائزة” نوبل” للسلام من استحقاق الأمير محمد بن سلمان ، ومن خلفه المملكة العربية السعودية بهذا الثقل النوعي الكبير في المشهد الدولي.
فضلا عن تمسك محمد بن سلمان بخيار السلام عبر بوابة الحق الفلسطيني وحل الدولتين.
وقبل ذلك ، هو مشروع محمد بن سلمان التاريخي في محاربة التطرف مهما كانت دوافعه، في غضون مسعى لاطفاء العداء المشتعل مع ايران في منطقة لا تحتمل اية مغامرات عسكرية او مزاجية .
إنّ السلام في نهج محمد بن سلمان ، استراتيجية يقوم عليها مسار زمني وسيرورة مكانية لوجود انساني لا يقبل المناورة والمساومة على حساب دم اي انسان.