عبد الرزاق القاروني
في موضوع: “اضطرابات التعلم المحددة، من الرصد إلى التشخيص”، وبشراكة مع الجمعية المغربية للديسليكسيا،نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش- آسفي، خلال الأيام القليلة الماضية بالملحقة الإدارية لهذه المؤسسة، الكائنة بعرصة المعاش بمراكش، دورة تكوينية جهوية، لفائدة المشرفين على قاعات الموارد للتأهيل والدعم.

وحسب ورقة إخبارية، في الموضوع، يأتي تنظيم هذه الدورة، تخليدا لليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة، وفي إطار التزام الأكاديمية، وشركائها بترسيخ مبادئ التربية الدامجة، والدفاع عن حق الأطفال في وضعية إعاقة في تعليم منصف ودامج، يراعي خصوصياتهم، ويعزز إمكاناتهم.
وأطرت هذه الدورة التكوينية، الأستاذة أميمة الطاهري، مشرفة على قاعة الموارد للتأهيل والدعم بمديرية الحوز، وخريجة برنامج “يسر” لتكوين المكونين الوطنيين، في مجال اضطرابات التعلم المحددة، حيث قاربت في عرضها، في هذا الشأن، بين الشق النظري والمجال التطبيقي، بهدف تعزيز قدرات الأطر التربوية لفهم هذه الاضطرابات، والتعامل التربوي الفعال معها.
وبهذه المناسبة، أكدت هذه المؤطرة أن اضطرابات التعلم المحددة، ليست انعكاسا للكسل أو الضعف، بل هي اختلافات في الطريقة التي يعالج بها الدماغ المعلومات، مبرزة أن مهمة الجميع تتمثل في الإيمان بقدرات كل متعلم، وتهيئ بيئة دامجة وعادلة ومحفزة له، ومضيفة أن كل طفل يستحق فرصة حقيقية للتعلم، وأن الدعم المناسب يبقى أول خطوة نحو النجاح.
وقد شهد هذا الملتقى التكويني تفاعلا لافتا، من طرف المشاركين، الذين عبروا عن انخراطهم الإيجابي، واهتمامهم العميق بالموضوع، وحرصهم على تطوير ممارساتهم المهنية لدعم المتعلمين، الذين يعانون من اضطرابات في مجالات القراءة والكتابة، إضافة إلى الحساب.
ويشار أن هذه الدورة قد عرفت تقاسما لتجارب ميدانية، ونقاشا حول تحديات العمل داخل الفصول الدراسية وقاعات الموارد، مما أضفى بعدا واقعيا وعمليا على محاور التكوين. وبذلك، شكلت هذه المحطة التكوينية مناسبة لتعزيز الوعي العلمي والبيداغوجي لدى العاملين، في مجال الدعم التربوي، وتأكيد أن اضطرابات التعلم ليست عائقا أمام النجاح، بل دعوة لفهم أعمق، وتعليم أكثر عدلا ومرونة.