
شمس الدين العوني تونس –
باشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة تنتظم للفترة من 18 الى 20 أفريل الجاري فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مساكن لفيلم التراث و تشهد المدينة عددا من الأنشطة الفنية و الثقافية وفق اهتمام بالتكوين في الصورة التراثية و العمل لتثبيت الذاكرة الجماعية وصياغة مستقبل ثقافي معاصر و تشتغل هذه الفعاليات وفق ورقة علمية حيث “..يُعدّ التكوين في الصورة التراثية اليوم أكثر من مجرد نشاط ثقافي أو فني؛ إنه رهان استراتيجي لحفظ الذاكرة الجماعية وصياغة خطاب بصري جديد يُعيد إحياء الموروث الثقافي التونسي ضمن مقاربة حداثية. وفي ظل التحوّلات الرقمية والثقافية المتسارعة، تتصدر النوادي الثقافية دور الثقافة في الجهات هذا التحدي، عبر احتضانها لورشات تكوينية تفاعلية، خاصة لفائدة الناشئة والشباب.هذه المبادرات تمثل جزءًا من رؤية أشمل تُعلي من شأن الصورة كأداة توثيقية وتعبيرية وتوعوية، قادرة على تجديد العلاقة بين الأجيال وتراثها، وعلى تحفيز التفكير النقدي والاعتزاز بالهوية. سواء تعلق الأمر بالتصوير الفوتوغرافي، أو الفيديو، أو الرسم الرقمي، فإن العمل على التراث – من معمار، أزياء، عادات وتقاليد، فنون شعبية واحتفالات – يتحوّل إلى مجال خصب للإبداع المعاصر ولصياغة هوية بصرية جديدة…”. و في هذا الإطار، يقول فريق دار الثقافة مساكن، الجهة المنظمة للفعاليات “..التكوين في الصورة التراثية لم يعد ترفًا ثقافيًا، بل أصبح مشروعًا وطنيًا لبناء وعي شبابي متجذر، يعبّر عن ذاته بلغته الفنية، ويُعيد تقديم تراثه برؤية معاصرة تحمل القيم وتستشرف المستقبل.”ويضيف أحد المشاركين في ورشة التصوير الفوتوغرافي:“بفضل عدسة الكاميرا، رأيت مدينتي كما لم أرها من قبل. الصورة جعلتني أكتشف تفاصيل صغيرة لكنها ثمينة، وأشعر بانتماء أقوى لهذه الأرض.”
و من أهداف المهرجان ترسيخ قيم الانتماء والهوية الوطنية عبر الوسائط البصرية الحديثة و دعم التكوين في مجال الصورة التراثية كأداة لإحياء الموروث الثقافي و تمكين الشباب من أدوات التعبير الفني لتوثيق الذاكرة المحلية والجهوية و ربط الإبداع الفني بالسياحة الثقافية وإبراز المخزون التراثي للمنطقة و تعزيز دور النوادي الثقافية كحاضنات للمشاريع الفنية المجددة.
مهرجان مساكن لفيلم التراث، الذي يمتد من 18 إلى 20 أفريل 2025، ليس فقط تظاهرة فنية، بل هو فضاء حيّ للإبداع والبحث في الذاكرة. ومن خلال الورشات التكوينية التي يشرف عليها ثلة من التقنيين والمبدعين المحترفين، يسعى المهرجان إلى تعزيز المهارات التقنية والبصرية لروّاد النوادي، وتمكينهم من إنتاج أعمال فنية تستلهم من التراث المحلي وتخاطب العالم بلغة سينمائية راقية.. ” ..ان الصورة السينمائية قادرة على نسج خيوط جديدة بين الأجيال، وعلى تحويل عناصر التراث إلى قصص تُروى، تُشاهد، وتُناقش. ولأن مدينة مساكن، بما تختزنه من رمزية تاريخية وتراث عمراني وثقافي، تُشكل الخلفية المثالية لمثل هذا اللقاء بين الذاكرة والإبداع.
هكذا تنتظم للفترة من 18 الى 20 أفريل الجاري فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مساكن لفيلم التراث حيث المدينة تعيش هذا الحدث الثقافي النوعي، مع المساهمة في نشر رسالته، لما فيه من أبعاد ثقافية وتنموية ووطنية، ولما يحمله من إمكانيات كبرى في إعادة صياغة علاقة الشباب بالتراث ضمن أطر إبداعية معاصرة.