بقلم- عبد العزيز حيون

كاتب وصحفي من المغرب
السؤال يبدو غريبا للغاية وفيه الكثير من الغلو ،ويقلل من القوة العسكرية للولايات المتحدة وينبه الى خطورة القوة العسكرية للصين ،في الوقت الذي يعتقد الجميع أن الدولة الأمريكية هي الأقوى عالميا ولا يضاهيها أحد.
والسؤال التنبيهي لم أطرحه أنا،بل دق بشأنه البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) ناقوس الخطر، والذي قال علانية إن “الصين قادرة على إغراق أسطول حاملات الطائرات الأميركية بأكمله في عشرين دقيقة”.
كما أشار البنتاغون الى أن الصين تمتلك أكبر جيش وبحرية نظامية في العالم. وتعتبر ميزانيتها العسكرية ثاني أعلى ميزانية في العالم بعد ميزانية الولايات المتحدة.
فالولايات المتحدة تملك حاليا 11 حاملة طائرات في الخدمة الفعلية، بما في ذلك 10 حاملات طائرات من فئة “نيميتز” Nimitz وحاملة طائرات واحدة من فئة جيرالد ر. فورد Gerald R. Ford . وتشكل حاملات الطائرات أهمية بالغة للسياسة الخارجية والعسكرية للولايات المتحدة، فهي تحمي مصالحها الوطنية في جميع أنحاء العالم.
لكن هذه القوة العسكرية البحرية الاستراتيجية تبقى كهدف دائم للخصوم المحتملين . ويرى وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن الصواريخ الصينية الأسرع من الصوت قادرة على تدمير جميع حاملات الطائرات الأمريكية في غضون 20 دقيقة فقط في حالة نشوب نزاع عسكري سريع، وستكون واحدة من الأهداف الأولى للقضاء على الدعم اللوجستي والقوات بشكل عام .
وقال هيغسيث، في حوار أجري معه مؤخرا: “حتى الآن، كانت حاملات الطائرات هي منصتنا لتأكيد قوتنا، فهي تتمتع بالقدرة على تأمين ومواجهة اي تهديد عسكري بشكل دقيق واستراتيجي في جميع أنحاء العالم”، موضحا في ذات الوقت أن الصواريخ الصينية الـ15 التي تفوق سرعتها سرعة الصوت “يمكنها تدمير 10 حاملات طائرات في أول 20 دقيقة من المواجهة العسكرية “.
هل فعلا يمكن أن تخسر الولايات المتحدة مواجهتها مع الصين؟
جوابا على هذا السؤال الدقيق ،قال وزير الدفاع الأمريكي إن “الصين تبني جيشا مصمما خصيصا لتدمير الولايات المتحدة”،ملقيا باللوم على ما أسماها ب”البيروقراطية الأميركية وبطء وتيرة شراء الأسلحة مقارنة بالحضور المتزايد للصين في الصراعات مع الولايات المتحدة”.
وبحسب أحد أحدث التقارير الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية في كانون الأول/ دجنبر 2024، فقد تقدمت تكنولوجيا الصواريخ الأسرع من الصوت في الصين بشكل هائل على مدى العشرين عامًا الماضية.
وتبقى من أحدث الاختبارات التي أجرتها الصين بالمحيط الهادئ (موقع اختبارات الصواريخ الباليستية ،آخرها كان في أيلول/ شتنبر 2024) ، والتي ينظر إليها على أنها دليل على قدرة الصين النووية المتزايدة، وهو تحذير مباشر للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة ولباقي دول العالم.
وقالت الوزارة الأمريكية إن الصاروخ الباليستي العابر للقارات، الذي يحمل رأسا حربيا محاكيا، سقط في منطقة محددة في البحر، دون تحديد المكان بالضبط. والأمر المدهش في هذه الحقيقة هو أن الصين نادراً ما تختبر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في المياه الدولية.
ويرجع بعض الخبراء آخر تجربة مماثلة إلى آيار/ ماي 1980، عندما أطلقت بكين صاروخا من طراز “دي إف-5 “في جنوب المحيط الهادئ.
وتجري الصين عادة اختبارات الصواريخ الباليستية في منطقة “شينجيانغ” النائية أو في بحر بوهاي.
وقال ستيف تسانغ، مدير معهد الصين التابع لجامعة لندن: “لا يوجد خصم محتمل آخر، لأن الصين لا تتوقع أن تضطر إلى مواجهة الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة عسكريا”. وتشير المعلومات العسكرية الصينية الرسمية إلى أن مدى هذا النوع من الصواريخ يتراوح بين 5000 و8000 كلم، وهو ما يصنف DF-27 كصاروخ باليستي عابر للقارات (ICBM)، وتزعم وسائل الإعلام المحلية أنه يمكن أن يصل إلى ألاسكا وهاواي بسهولة .
وتمتلك الصين أكبر جيش وبحرية نظامية في العالم، و تعتبر ميزانيتها العسكرية ثاني أعلى ميزانية في العالم بعد ميزانية الولايات المتحدة.
وبحسب تقارير صادرة عن الولايات المتحدة، تمتلك الصين أيضًا أكبر قوة جوية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث أن أكثر من نصف طائراتها هي مقاتلات من الجيل الرابع أو الخامس. وتفتخر الصين أيضًا بترسانة ضخمة من الصواريخ، بالإضافة إلى الطائرات الشبح، والقاذفات القادرة على حمل الأسلحة النووية، والسفن السطحية المتقدمة، والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.
وأمام هذا الواقع، قد نفهم أن قدرات القوة العسكرية قد تتوازن بين قوتين كبيرتين من حجم الصين والولايات المتحدة، أو قد نتيقن أن القوة العسكرية الصينية قد تصبح في غضون سنوات قليلة الأولى عالميا، والتي لا تقهر ولا يضاهيها أحد وندخل حقبة أخرى غير التي عهدناها منذ عقود من الزمن.
مقال خاص لصحيفة قريش – لندن