قريش:

اعلن الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون احياء عمل لجنة الذاكرة المشتركة للمؤرخين الفرنسيين والجزائريين التي أنشئت بقرار منهما في أوت 2022، ومنح الرئيسان الضوء الأخضر لاستئناف عمل اللجنة بعد نحو 10 أشهر من التوقف “بروح التهدئة والمصالحة وإعادة بناء العلاقة التي التزم بها الزعيمان”.
ويعد تبون الزعيم العربي الوحيد الذي يضع الحقبة الاستعمارية لدولة كبرى في موضع التحكيم التاريخي والقانوني والشعبي انصافا لحقوق الجزائريين التي لا تنتهي بالتقادم الزمني . فيما لايزال بلد مثل العراق غير قادر على انتهاج سياسة وطنية تحاكم فترة الاحتلال الامريكي التي بدأها الرئيس جورج بوش الابن في العام 2003 وقادت البلاد الى تدهور وتفسخ من دون اعادة لحقوق العراقيين الاعتبارية والتاريخية .
وقالت مصادر جزائرية ان الايام القليلة المقبلة ستشهد تسارعا في خطوات التقارب بعد المكالمة التي تلقاها الرئيس تبون من نظيره الفرنسي لمناسبة عيد الفطر، جدد مسؤولا البلدين “رغبتهما في استئناف الحوار المثمر الذي أرسياه من خلال إعلان الجزائر الصادر في أوت 2022”.
وجاء في البيان أن تبون وماكرون “سجلا بوادر مهمة في مجال الذاكرة، لاسيما من خلال إنشاء اللجنة المشتركة للمؤرخين الفرنسيين والجزائريين وإعادة رفات شهداء المقاومة والاعتراف بالمسؤولية عن مقتل الشهيدين علي بومنجل والعربي بن مهيدي”..
وفي إشارة إلى الاجتماعات الخمسة التي انعقدت بين مؤرخي البلدين في فرنسا والجزائر على مدار السنوات الثلاث الماضية (توقفت في جوان 2024)، أشاد الرئيسان، حسب بيان الرئاسة، “بما أنجزته اللجنة المشتركة للمؤرخين التي أنشئت بمبادرة منهما، وأعربا عن عزمهما الراسخ على مواصلة هذا العمل المتعلق بالذاكرة وإتمامه بروح التهدئة والمصالحة وإعادة بناء العلاقة التي التزم بها رئيسا الدولتين”.
وسوف “تستأنف اللجنة عملها “بشكل فوري” و”ستجتمع قريبا في فرنسا، على أن ترفع مخرجات أشغالها ومقترحاتها الملموسة إلى رئيسي الدولتين قبل صيف 2025″ حسبما ذكره بيان الرئاسة.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد اعرب في حوار مع جريدة “لوبينيون” الفرنسية شهر فيفري الماضي، عن “آماله الكبيرة التي كانت معلّقة على تجاوز الخلافات المتعلقة بالذاكرة”. وأشار إلى “قرار إنشاء لجنة مشتركة لكتابة التاريخ الذي لا يزال يشكل مصدر ألم للجزائريين”.
وقبل نحو شهرين، أكد تبون حرص الجانب الجزائري على “إبعاد ملف الذاكرة عن ما تقتضيه السياسة وممارستها”، مشيرا إلى استقباله مرتين متتاليتين المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا الذي يحظى بـ”خالص التقدير” من الرئيس تبون نظير”العمل الجاد رفقة زملائه الفرنسيين والجزائريين”.