المغاربة‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬ضد‭ ‬القيامة‭ ‬قبل‭ ‬الأوان‮..!‬

11 أبريل 2025
المغاربة‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬ضد‭ ‬القيامة‭ ‬قبل‭ ‬الأوان‮..!‬


هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬يجد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬صوت‭ ‬المغرب‭ ‬القوي

عبدالحميد جماهري

إعلامي ومحلل سياسي من المغرب

يظل‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬هو‭ ‬الشعب‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتعب‭ ‬من‭ ‬التظاهر‭ ‬لنصرة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أولا،‭ ‬وفي‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ثانيا‭.‬

‭ ‬منذ‭ ‬سابع‭ ‬تشرين الأول / أكتوبر‭ ‬2023‮.‬‭ ‬‮..‬‭ ‬وإلى‭ ‬اليوم،‭ ‬يظل‭ ‬الشعب‭ ‬شعبا‭ ‬حيا،‭ ‬لم‭ ‬يتعود‭ ‬على‭ ‬حفلة‭ ‬الشواء‭ ‬الآدمي‭ ‬الدولية‭ ‬المنقولة‭ ‬مباشرة،‭ ‬والتي‭ ‬تعيد‭ ‬إنتاجها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬بشكل‭ ‬فظيع‮..‬

شعب‭ ‬لم‭ ‬يتعود‭ ‬ولم‭ ‬يعتد‭ ‬ولم‭ ‬يتآلف‭ ‬مع‭ ‬مشاهد‭ ‬القيامة‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬تُقدِّم‭ ‬وصلاتِها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‮….‬

بدون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ذريعة‭ ‬هاته‭ ‬المرة‮..‬‭ ‬‮!‬

الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬ضاعفت‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬التظاهر‭ ‬من‭ ‬رِقيِّه‭ ‬ومن‭ ‬تحضره‭ ‬التليد‭ ‬ومن‭ ‬تقديره‭ ‬للمسؤولية‭ ‬ومن‭ ‬احترامه‭ ‬لأخلاق‭ ‬التظاهر‮..‬

لهذا‭ ‬يبدو‭ ‬لي،‭ ‬والله‭ ‬أعلم،‭ ‬أن‭ ‬بلاغ‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتحذير‭ ‬رعايا‭ ‬الدولة‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬غضب‭ ‬المغاربة‭ ‬بسبب‭ ‬بشاعة‭ ‬القتل‭ ‬والإبادة‭ ‬تلك،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بلاغا‭ ‬موفقا،‭ ‬ولا‭ ‬مبرر‭ ‬له،‭ ‬ولا‭ ‬هو‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬البلاغات‭ ‬العاقلة‮..‬

‭  ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬التفرد‭ ‬المغربي،‭ ‬هذا‭ ‬النبوغ‭ ‬المغربي‭ ‬الروحي،‭ ‬يبدو‭ ‬لي‭ ‬أننا‭ ‬لسنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لكي‭ ‬نقارن‭ ‬شعبنا‭ ‬ولا‭ ‬دولتنا‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬أخرى،‭ ‬في‭ ‬الجوار‭ ‬القريب‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الجوار‭ ‬القومي‭ ‬والديني‭ ‬‮..

‭ ‬حيث‭ ‬الدولة‭ ‬تمنع‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬حب‭ ‬شعب‭ ‬شقيق‭ ‬طالما‭ ‬اعتبرته‭ ‬هاته‭ ‬الدول‭ ‬‮«‬المفبركة‮»‬‭ ‬دفعة‭ ‬دائمة‭ ‬في‭ ‬حسابها‭ ‬السياسي،‭ ‬وورقة‭ ‬للتشهير‭ ‬بخصومها‭ ‬ووديعة‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬الديبلوماسي‭ ‬لتصفية‭ ‬معارضيها‭ ‬أو‭ ‬استخدام‭ ‬التضليل‭ ‬ضد‭ ‬خصومها‭ ‬الدوليين‮!‬

لسنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لنقارن‭ ‬بين‭ ‬نضج‭ ‬الشعب‭ ‬والدولة‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬مبدئية،‭ ‬تسكن‭ ‬الوجدان‭ ‬والعمق‭ ‬الروحي‭ ‬وتسكن‭ ‬في‭ ‬المخيال‭ ‬الجماعي‭ ‬والفردي،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬موضوعي‭ ‬شائك‭ ‬ومتشابك‭ ‬ومركب،‭ ‬بحسابات‭ ‬بالغة‭ ‬البراغماتية.حيث‭ ‬قوانين‭ ‬الصراع‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‮….‬‭ ‬بما‭ ‬يمليه‭ ‬القلب‭ ‬من‭ ‬نشيد‭ ‬أو‭ ‬نشيج‮!‬

لسنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬أن‭ ‬نقارن‭ ‬أو‭ ‬نتلقى‭ ‬نياشين‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬الأخلاقي،‭ ‬الذي‭ ‬نلتقي‭ ‬فيه‭ ‬مع‭ ‬الشعوب‭ ‬الحرة‭ ‬والدول‭ ‬الديموقراطية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تراكم‭ ‬لدينا‭ ‬من‭ ‬مبررات‭ ‬تاريخية‭ ‬ودينية‭ ‬وأخوية‭ ‬وثقافية‭ ‬أكبر‮..‬

هذا‭ ‬الشعب‮..‬شعبي‮!‬

وهذه‭ ‬الدولة‭ ‬دولتي‮..!‬‭ ‬كلاهما‭ ‬شريك‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬هذا‭ ‬النهر‭ ‬البشري‭ ‬الرهيب‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الرباط‮..‬

وهذا‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتعب‭ ‬ولم‭ ‬يتضاءل‭ ‬أو‭ ‬ينفد احتياطه‭ ‬الإنساني‭ ‬والأخلاقي‭ ‬المبدئي‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬إحدى‭ ‬أبشع‭ ‬الاعتداءات‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬شعبي‮..‬

يقف‭ ‬بلا‭ ‬ميزان‭ ‬الكيل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬شعب‭ ‬شقيق‭ ‬يتعرض‭ ‬للتدمير‭ ‬وأرض‭ ‬تتعرض‭ ‬للتطهير العرقي،‭ ‬وإنسان‭ ‬يتعرض‭ ‬للتقتيل‭ ‬بقيمه‭ ‬وتراثه‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والمادي‭ ‬والثقافي‭ ‬‮.‬

‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأخ‮..‬‭ ‬شعب‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬محظوظا‭ ‬بأعدائه‮!!!‬

شعب‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬حظه‭ ‬التاريخي‭ ‬أن‭ ‬القويَّ‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬عقدة‭ ‬ضمير‭ ‬تجاه‭ ‬جلاده

إزاء‭ ‬قاتله،‭ ‬إزاء‭ ‬الفاشية‭ ‬الجديدة‮!‬‭ ‬

‭ ‬وبسبب‭ ‬غرب‭ ‬نازي‭ ‬مر‭ ‬ذات‭ ‬تاريخ‭ ‬بأوروبا‭ ‬وصنع‭ ‬المحرقة‮.‬

يعاد‭ ‬إنتاج‭ ‬المحرقة‭ ‬في‭ ‬الألفية الثالثة‭ ‬‮…‬

هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬يجد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬صوت‭ ‬المغرب‭ ‬القوي،‭ ‬العميق،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تخنقه‭ ‬السياسة‭ ‬ولا‭ ‬حسابات‭ ‬التوازن‭ ‬ولا‭ ‬دقة‭ ‬التشابكات‭ ‬بين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والوطني‭ ‬والدولي‮..‬‭ ‬

‭ ‬هذا‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الكبير،‭ ‬من‭ ‬العاطفة‭ ‬والوعي‭ ‬الإنساني‭ ‬والتعاطف‭ ‬الروحي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينضب،‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬عاقل‭ ‬وناضج،‭ ‬يحترم‭ ‬الفضاء‭ ‬العمومي‭ ‬ويحترم‭ ‬المستوى‭ ‬الأخلاقي‭ ‬الناضج‭ ‬للشعب‭ ‬كله‭ ‬‮… ‬في‭ ‬الالتقاء‭ ‬بالأفق‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬اخترق‭ ‬البشرية‭ ‬وعبَّأها‭ ‬من‭ ‬شرقها‭ ‬إلى‭ ‬غربها‭ ‬ومن‭ ‬شمالها‭ ‬إلى‭ ‬جنوبها،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الحياة

والحق‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬

وواجب‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‮..‬

في‮ ‬لحظة بعينها‮..‬

وفي‮ ‬لحظة قد‮ ‬يبدو أن هناك تفاوتا في‮ ‬التقدير‮:‬

تكون هناك دول صامتة

وصامتة شعوبها‮.. ‬

ودول تمنع شعوبها من التعبير

أو تتكلم ضد شعوبها‮.‬

وهناك دول تتكلم على‮… ‬لسان شعوبها

ومنها المغرب‮…‬

فلا تكون الدولة هي‮ ‬الجهاز فقط

بل هي‮ ‬الكيان كله‮..!‬

المقال خاص لصحيفة قريش – لندن

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Breaking News
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com