واشنطن – قريش ، خاص:
افادت مصادر في الخارجية الامريكية ان ادارة الرئيس دونالد ترامب لا ترى اية ضرورة لزيارة يسعى لها رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الى البيت الابيض . وقالت المصادر لمراسل -قريش – في واشنطن ان الادارة الامريكية تتعامل مع الحلقات الفنية المتخصصة في العراق في انجاز الملفات وتدرك ان منصب رئيس الحكومة في العراق لا يشبه المنصب المماثل في بلدان اخرى وان الامور تدار في العراق بحسب تقسيمات وولاءات وليس لرئيس الحكومة قدرة على فرض القرار والارادة.

فيما انهى فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي زيارته الى واشنطن بلقاء وزير الخارجية الامركي ماركو روبيو، التي تركزت حول ملف الغاز الإيراني، وملفات أمنية واقتصادية.
وبحسب المصادر فقد حاول الوزير العراقي الذي التقى اعضاء اخرين في ادارة ترامب لم يتم الكشف عنهم ، جس نبض العمق الامريكي بشأن مستقبل النظام السياسي الحالي للعراق في ضوء تطورات المنطقة. وتحبذ واشنطن التعامل مع مسؤولين من الكرد في الحكومة العراقية وتثق بهم بحكم العلاقات التاريخية القوية.
وهذا اللقاء هو الأول الذي يجمع مسؤولين بارزين من البلدين، منذ تولي دونالد ترمب الرئاسة الأميركية في يناير (كانون الثاني) 2025.
وترى مصادر في الخارجية الامريكية ان الوزير العراقي سمع هذه المرة خلاصة المفيد في المطلوب الدقيق من الحكم في العراق ، وان الاشارة كانت صريحة بشأن الموالين لايران في بغداد ومستقبلهم السياسي في الانتخابات العراقية المقبلة في نوفمبر من العام الجاري.
وبحث حسين مع روبيو «تفعيل التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية»، وشددا على «تبادل المعلومات لمكافحة التنظيمات الإرهابية»، بحسب بيان رسمي عراقي.
غير ان المصادر الامريكية اكدت لمراسل -قريش -انه لم يجر اتخاذ اي قرار وان الوزير العراقي سيحمل رسائل مهمة ويعود بها الى بغداد .
ويعيش سياسيون عراقيون حالة خوف من أن تشمل العقوبات الأميركية ضد إيران، كيانات ومؤسسات خاصة بهم، ولا يثق السياسيون العراقيون بموقف الحكومة في بغداد حين تقول إن نجاحها في النأي عن التوترات الإقليمية قد يساعدها في علاقات مستقرة مع واشنطن.
قال الوزير العراقي عقب اجتماعه مع روبيو إن بلاده «بدأت خطوات فعلية نحو تنويع مصادر الطاقة، وتقليل الاعتماد على الغاز المستورد»، مبيناً أنّ «العراق سيسعى إلى تحقيق الاستقلال في مجال الغاز، وخلال السنوات القليلة المقبلة، سيحقق اكتفاءً ذاتياً في هذا المجال».
وأكد حسين أنّ «العراق بدأ باستيراد الكهرباء من دول أخرى، ويبحث أيضاً استيراد الغاز، ويدعو الشركات الأميركية إلى زيادة الاستثمار في العراق والمساهمة في مشاريعه الاستراتيجية».
وفي مارس (آذار) 2025، انتهت مهلة تمديد الإعفاء الأميركي للعراق لاستيراد الغاز الإيراني، ضمن مساعي الإدارة الأميركية الجديدة لإضعاف النفوذ الإيراني.
وجاء القرار الأميركي حينها رغم محاولات متكررة من الحكومة العراقية لإقناع الأميركيين بأن العثور على بديل للغاز الإيراني يستغرق وقتاً طويلاً.