في ذكراها السنوية
معركة كوت الامارة … أي مغزى؟
ربيع فيصل الحافظ
معركة كوت الامارة هي واحدة من كبريات معارك الحرب العالمية الأولى التي دارت في العراق ولحق فيها الجيش البريطاني الإذلال وسيق نحوا من 14 ألف من جنوده إلى الأسر، رغم ذلك فهذا ليس هو المغزى الأسمى لهذا المعركة وهي ليست مناسبة عسكرية للاحتفال.
لم تكن الحرب العالمية الأولى على الأرض العثمانية حدثاً عسكرياً بقدر ما كانت معركة فكرية وثقافية وحضارية وحلقة اخيرة في مسلسل طويل اسمه “المسألة الشرقية” وهو مشروع اوربا لاسقاط النظام الاقليمي في المشرق الاسلامي الذي بقيادة الدولة العثمانية.
جاء الأوربيون الى المنطقة العربية على زعم فكر وقومي مفاده ان العرب يريدون التحرر من نير الاحتلال العثماني (التركي) لكن كوت الامارة التي وقعت في سنة 1915 دلت على تماسك الجبهات العثمانية العربية رغم وقوعها بعد 6 اعوام من الانقلاب السياسي الطوراني الذي اطاح بالسلطان عبد الحميد رحمه الله والذي أدخل جرثومة القومية الى جسد الدولة العثمانية وأساء للعرب ومثل النهاية الفعلية للدولة العثمانية، ولم تكن جبهة العراق هي الوحيدة التي صمدت بل صمدت جبهات سيناء وليبيا.
صمود الجبهات العثمانية العربية دليل دامغ على ان التحالف بين العرب والأتراك هو تحالف بين المجتمعات والمعتقدات ونظم الحياة وأن الكبوات السياسية لا تفت في عضده ويقف هذا التحالف اليوم أمام معركة مع الباطنية والشعوبية التي تستهدف دوله ومجتمعاته معا.