شريطُ الصُّور
عبداللطيف الجوهري
شاعر من المغرب
-1-
البحر…
البحر لا يُبالي بأحد
قال لي: غاضبا لا أعشق غير البحّارة
ولا أفشي أسرار عشقي إلا لامرأة تمخر بعيدا في جسدي
لما كل هذه الأثداء عارية ؟!
الشَّمس..
.
الشمس لا تُبالي بأحد
غارقة في أحلامها تنتظر غدها
تنتظر يوما ترحل فيه المساحيق والسُّحب
وبين البحر والشمس ترقص الكلمات، مثقلة بجراح المجاز
الليل..
.
الليل حذر
صوت نجمه خافت
عقارب ساعته ترتجف ذهابا وإيابا
عينه ذات جفن معدني
لما كل هذا القبح؟!
حلم جميل أن نلتقي يوما
على الطريق، على الساحل، بثوب الحرير ووجه الأطفال
عراة من الأساطير وقصص الدجالين
اليوم..
.
مشتت كالحروف في الجمل
ما عدت جزءا من بعضي
بلا اسم أو لقب
أنحت في الصَّخر بحثا عن الماء
بحثا عن تاريخ ميلادي
-2-
حلمٌ صَغير
تنهد النجم في سمائه…
حين مر الموكب صامتا
حين عاد شريط الصور الى البدايات الأولى
إلى موطن الجرح والعشق
إلى قمم الثلج كبياض النعش في جنازة الغائب
تنهد النجم في سمائه…
حين رأى وجوه الركاب مبعثرة كأوراق الخريف
تتطاير غضبا وتسقط
تنهد النجم في سمائه…
حين توقف المطر
حين توقف زحف الربيع
حين تغيير لون شقائق النعمان في الحقول والمزارع
تنهد النجم في سمائه…
ساعة كان الليل غارقا في سواده
يعد الأحلام في صمت ويمكر
تنهد النجم في سمائه…
لمَّا توقف القطار عن المسير
وتسرب الثلج الى صدر العربات في المنعرجات
وتنهد النجم في سمائه…
يوم صاح الطفل في وجه الأرض
كلما اقتربت من الصحراء يشتد عطشي
أنا المسافر إلي وإليك
أنا منك بالاسم والنسب
من جداول الماء ولدت
ومن ليلى تعلمت الحب
لا أكره الرمل والحجر
بدمي أسقيه إن توقف المطر.
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن——
عذراً التعليقات مغلقة