من الأدب الكردي في المهجر
البحر..مرآة الغربة
بدل رفو
غراتس \النمسا
في جرح البحر
يُرَوِضُ التاريخ حورياته في جوفه ..
ضباب يكتسي دهشة امواجه
كي لا يتعرى البحر من جبروته
فيفتش الشعراء عن اساطيره وأسراره
من دون استئذان..!
للصمت ولشرود العشاق
تعرّت الليالي من ذنوبها على ضفافه ..
ترقص حائرة رقصة الحيارى
لتمزق سكون جنونه..!
تزاحمت المعارك على سواحله
رغم سمفونية المشاعر ..
رغم الانغام الشجية الساحرة
حينها..ظلت الشواطئ اسيرة عند القراصنة..!!
*** ***
جاب البحر الأوطان ..
امواجه كأنها مرآة تعكس اشراقات
ضحكات الأطفال ..
لا نوافذ للبحر تطل على رائحة البارود
والصخب القاتل
واغاني الرثاء للكورد
لكن .. صدمت احضان البحر عشاق الحرية
من دون لعنات ..
طوفان، ريح هوجاء،انكسارات ارواح
انامل حزن مهاجرة
غدت قصيدة رثاء ، لا اغنية طرب وحرية
لا عناقيد للحرية يتشبث بها فجر الشعوب،
جراء رعونة امواجه،
تاهت الأرواح بين احضانه
وتكدست الجثث على سواحله..!!
*** ***
رمقت عيناي البحر بقبلة حزينة ،
بقصيدة غربة ،
تاطرّت بالدموع، شاخ العمر
وتصدع المنفى بالأشجان ..
تشاجرت ملامحي
في دروب الغربة والحرية ..
وظل العمر يتوضأ بسحر وطن هجرني ..
بشدوِ حَمامهِ وأزقته الضيقة
بنبض حداد جداوله..!
قبل ان يسدل البحر ستارة إكتئابه
توجع وقال لي:
في جوفي جراحات أثقلت كاهلي ..
ودعت البحر وفي يدي صورة
من زرقة السماء ..
عصافير مدينتي ،اغاني البقاء
جنازة لم تدفن بعد ،موال غربة
صورة امي..اغنية غربة..!!
21\9\2020
غراتس \ النمسا
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة