بقلم- المراقب السياسي
حدث خلاف في أروقة لمراكز أبحاث دولية لها صلات مع مراكز القرار منذ عقدين في الاقل، حول أيهما يسبق الآخر، تقسيم بلدان عربية على أجزاء عبر انفصال اقليم ومكونات أم السير نحو التطبيع الكامل بين الدول العربية واسرائيل في اطار خطة لعزل فلسطين ومن جنبه الاردن ليقبلا بعدها آخر شروط خطة القرن واقامة الوطن البديل.
لكن الخلافات كانت تدور في الاطار الفكري والمشتت، ذلك انَّ الخطط الاستراتيجية كانت شديدة التكتم ،ولم تكن واضحة، لاسيما انَّ التغيير بدأ بحرب افغانستان-٢٠٠١- البعيدة نسبياً عن نقاط الصراع المتفجرة في الشرق الاوسط، ولكن الصورة كبرت واتضحت نسبياً عند احتلال العراق ٢٠٠٣تحت غطاء من أكاذيب ساذجة، حتى لم ينتظروا أجهزة المخابرات لكي تأخذ وقتها في اعداد الغطاء الاعلامي والتمويهي لشن تلك الحرب المستعجلة، والتي تتفرع عنها هذه التداعيات اليوم ، بتوقيع الامارات والبحرين وهما من المجموعة العربية الثانوية في العلاقة مع الصراع العربي الاسرائيلي، اتفاق السلام والتطبيع الكامل مع اسرائيل بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو في البيت الابيض مع الرئيس الراعي ترامب .
اليوم الصورة تزداد وضوحاً، انتهت مرحلة الحروب المباشرة، ودخلنا في العقد الثالث من نصف قرن لاعادة رسم المنطقة نهائياً، وهذه المرحلة ستشهد توقيع دول عربية أخرى ومنها السعودية اتفاقية التطبيع مع اسرائيل، واعادة تدوير محسّنة للمبادرة العربية-بيروت ٢٠٠٠
غير ان السعودية قد تتريث حتى تكون انتقالة الحكم الى ولي العهد.
اسرائيل ستحرص على تقديم العروض السخية لدعم الامارات والبحرين لتشجيع البقية المنتظرة مواعيدها النهائية في التطبيع والتوقيع .
القرار النهائي اتجه ليس نحو التفكيك والتقسيم كما كان يظن كثير من المراقبين ، وانما نحو مشروع التطبيع الذي قد يمنح بعض الدول صفة استمرار السيادة مع عدم التفكك ، كما يخص السعودية التي تمّ وضعها بين خيارَي التقسيم الثلاثي وفصل منطقة النفط الشرقية عن مركز الحكم في امارة أو الاسراع في التوقيع وتبني مشروع صفقة القرن،
، وهي أول دولة فاتحت الرئيس الفلسطيني محمود عباس به عبر زيارة شهيرة استغرقت ساعات وانتهت باعلان موقف فلسطيني ومن ثم اردني غاضب من محاولة الرياض التفاوض بالنيابة في تقرير مصير الفلسطينيين.
اذن التطبيع في مرحلته الاولى ، ومن ثم ستأتي مرحلة الدول الاكثر صعوبة في الاقناع ، ومنها العراق الذي ربما تبقى القيادة شيعية فيه وتابعة للقرار الايراني الرافض للتطبيع بسبب شعارات الاستهلاك السياسي الداخلي والتعبوي الخارجي عبر الذراع العسكرية فيلق القدس ، وكذلك المغرب التي يرأس ملكها لجنة القدس وسيكون في حرج امام شعبه من هذه الخطوة الان ، وكذلك الجزائر التي تعيش تحت ضغط وضعها السياسي الداخلي وإرثها الكفاحي التاريخي الذي يعوق تطبيعها، وهي الدول التي ستجد نفسها امام خيار التطبيع ووحدة البلاد او رفض التطبيع ومواجهة التقسيم ، وهنا سيتم اعادة تفعيل استفتاء اقليم كردستان للانفصال عن العراق في مطلع العقد الرابع من الخطة الخمسينية المرجحة. وكانت القيادة الكردية غير مدركة لخطأ التوقيت في اعلان رغبتها في الاستقلال في دولة قبل ان تمضي التوقيتات الاخرى في مجراها وهو ما يفسر اجهاض واشنطن لنتائج الاستفتاء وتشجيع الجناح الايراني في بغداد لقيادة حملة عسكرية لطرد القوات الكردية من كركوك ورفض الاستفتاء. لكن اعادة تفعيل الاستفتاء هذه المرة سيكون بدفع من عامل خارجي مرتب ترتيبا دقيقا ومسيطرا عليه، للضغط على الحكم في بغداد من اجل توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل ، ولا يعني ذلك تحقيق حلم الدولة الكردية ، لأن( الفكرة القومية الكردية) تشظّت بين مصالح الدول مثل ما اصاب فكرة القومية العربية في خلال قرن كامل ، ولن يكون هناك دولة كردية في المسار الدولي المرسوم ، بل قد يتم اطلاق يد تركيا في حال استجابت لمتطلبات المشروع الجديد ، وكذلك اطلاق يد ايران عند استجابتها للتخلي عن شعاراتها ضد اسرائيل والانكفاء ذاتياً،.
اما المغرب والجزائر فإنّ العقوبة والغنيمة ستكونان في ملف الصحراء .
لقد بان واضحاً ان الاستراتيجية الكبرى للتغيير ، ومن ضمنها النهج الاسرائيلي ذاته، يهمها حسم الملفات مع العواصم والدول الموحدة ، وليس مع الاجزاء ، كما جرى ايهام الاقليات في سوريا والعراق والمغرب العربي بذلك عبر العقود الماضية .
أما العقد الاخير من الخطة الخمسينية المرجحة فسيتضمن شمول الاردن والسلطة الفلسطينية بقرارات نهائية لصفقة القرن ، في الوقت الذي يكون كل العرب قد تخلّوا عن القضية الفلسطينية وانهوا حالة الحرب مع اسرائيل .
لكن كيف ستكون المفاجآت المقبلة؟ وما علاقتها بتغيير بعض التوقيتات ؟وما هو رد فعل واشنطن وتل ابيب على ذلك ؟
انها ملامح زمن جديد تلوح بالافق، فهل تسرّع الرئيس ترامب حين قال في ١٥ ايلول ٢٠٢٠ ان توقيع اتفاقية السلام بين الامارات والبحرين مع اسرائيل هو بزوغ فجر لشرق أوسط جديد ؟.
عبد القادر ابو عيسى منذ 4 سنوات
الموضوع ثرد بجانب الصحن وهذا ترويج وتخويف وتهديد لحكام العرب تهددهم بأيران التي تعمل بقوة تحركها امريكا لدفع حكام العرب الوقعين بين المطرقة الايرانية والسندان الاسرائيل وترعبهم بالتقسيم وزوال السيطرة والحكم . وهذه مؤثرات قوة لصالح اسرائل والولايلت المتحدة يعرفونها ويلعبون عليها منذ زمن بعيد منذ الحرب مع الدولة العثمانية نفس الاساليب المعادة ونفس الاهداف والفكر العدواني اللصوصي . وهم على يقين ثابت بأن محاولاتهم هذه لا تجدي نفعا مع الحقيقة النهائية زوال اسرائيل القاعدة السكانية العسكرية العدوانية التي ضللت بريطانيا قسم من اليهود فيها . الحاكم العربي لا يقرر مصير فلسطين او الشعب الفلسطيني ولا اليهود يقررون ولا الدول الاستعمارية تقرر ذلك ولا التقسيم يقرر ذلك وهذا ما سيعجل بزوال اسرائيل ويعزز من قوة الاسلام والعرب . الشيء المهم الذي عملوا عليه ولم يستطيعوا غلبته هو الاسلام فالدين الاسلامي هو الاساس وهو المحرك الرئيسي لكل هذا وغيرها فالاسلام (( دين ودولة وامة )) والعرب والمسلمون ومن يعش معهم كلهم يدورون في هذا المجال . اسرائيل وامريكا وبريطانيا وفرنسا يستعجلون حالات التطبيع لأنهم يدركون الكارثة المحيطة بهم كمستعمرون عدوانيون وكصهاينة مغتصبون . وجريدة قريش الظاهر انها تروج وتجمل لهذا الامر وهذا يدخلها في خانتهم فحذاري يا جريدة قريش اسالكم لماذا لا تنشرون المقالات والبحوث التي ليست في صالح الصهاينة والامريكان ؟