بينة الملحم
باتت القضية لغة انتخابية تتبارى عليها حماس وفتح، بينما القضية العظمى خارج حساباتهما السياسية! حيث أكد الأمير بندر بن سلطان أن الشعب الفلسطيني هو المتضرر الأول من إخفاقات قيادته..
بندر بن سلطان أو في رواية أخرى أسطورة السياسة رجل الدولة وتاريخ دول في رجل؛ الأيقونة الذي هو في غنى عن كل لقب أو توصيف أو تعريف، ما كان حديثه على قناة العربية مجرّد رأي مسؤول بل خبير وشاهد وليس أي شاهد فشهادته تاريخٌ ورأيه كان بمثابة الزلزال الذي هزّ أركان كل أولئك المعنيين عموماً وكشفَ تُجّار القضايا ودكاكين (المقاومة) المقاولة ومزيّفي القضية الفلسطينية على وجه الخصوص.
منذ مطلع الثمانينات وبندر بن سلطان شاغل الدنيا بالحقيقة والعمل وحتى اليوم بالشواهد والوقائع؛ الإعلام اليوم كله يضج ببندر، كيف لا والملفات العظمى في تاريخ المنطقة ودولها وأنظمتها كانت تضج به ويحملها بين يده وجنبه ويمضي للحل.
حبل إنقاذهم في التاريخ كان بندر بتوجيه ملوك هذا الوطن، لكنهم أضاعوا الفرص وفضلوا السرقة على أحلام شعوبهم وأجيالهم.
حيث أكّد الأمير بندر بن سلطان في لقائه الخاص الذي أذيع على شاشة «العربية» مساء الأربعاء الماضي أن نكران الجميل من جانب القيادات الفلسطينية لن يؤثر على تعلق السعودية بقضية الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنه بات من الصعب الوثوق بقياداتهم.
ولسنا بكل تأكيد في حاجة لسرد تاريخ ومواقف المملكة المشرفة في نصرة القضية الفلسطينية فسردها سيكون أكبر مما تحتمله مساحة هذا المقال، والأمر الآخر لأننا نعلم أن المزايدة على القضية الفلسطينية باتت سمة أنظمة متواطئة مع القيادات الفلسطينية الفاسدة وتريد أن تخضع الآخرين لرأيها الخاطئ فقط لأنها تؤيد فلسطين حتى وإن تناقضتْ مع نفسها!
ويكفينا من ذلك كله اتفاق مكة الذي كان لمصلحة الفلسطينيين ورعته أعلى القيادات السعودية ولكن نقضته حماس بإملاء النظام السوري ومن يدور في فلكه لمصلحة إيران ذاتها، فضلاً عن ذلك فإن القضية الفلسطينية إن خذلها أحد فلم يخذلها أحد قدر أبنائها من تلك القيادات الفاسدة أنفسهم وابتلعتها الانقسامات، حتى باتت القضية لغة انتخابية تتبارى عليها حماس وفتح، بينما القضية العظمى خارج حساباتهما السياسية! حيث أكد الأمير بندر بن سلطان أن الشعب الفلسطيني هو المتضرر الأول من إخفاقات قيادته.
وقال الأمير بندر في تغريدة عبر حسابه الرسمي على «تويتر»: «حتى لا أسمح بتفسير ما قلتُ على هوى من له هوى أو أصحاب النوايا السيئة.. أحترم وأقدّر الشعب الفلسطيني وقلتُها وكررتُها في مقابلتي عدة مرات». وأضاف أن الشعب الفلسطيني «هم أهلنا وإخواننا وأخواتنا. وهم وبكل أسف المتضرر الأول، والأول مكرّر من إخفاقات قيادته».
إن الاعتراف بدولة فلسطين مهما كان صعباً غير أن وحدة الفلسطينيين للمطالبة به يمكن أن تظهر القضية بشكلها المتماسك وحقها العادل، أما متاجرة القيادات الفاسدة باسم دكاكين المقاومة (المقاولة) والتي باتت مكشوفة للجميع وأسقط الأمير بندر في حديثه ولقائه الأخير على العربية آخر أوراق التوت التي كانوا يتسترون بها متلاعبين بمشاعر من تبقى من رعاع الأقوام ومنطلية عليهم حيلهم باسم الدين وفي الواقع من خلال المتاجرة بقضيتهم وفوق ذلك تمكين بعض الأنظمة الإرهابية كالنظام القطري ومن دار في فلك أمواله المسمومة للمتاجرة بقضيتهم وما زاد الفلسطينيين إلا خذلاناً، حتى رأينا مواقف مزيفة تزعم أنها تبكي وتقتات من وراء دموعها على فلسطين أكثر من حرص الفلسطينيين أنفسهم على القضية! وهذه من المفارقات السياسية المضحكة والمكشوفة جداً.. وهذا ما يؤكده تعليق وحديث الأمير بندر: أن «قضية فلسطين عادلة، لكن محاميها فاشلون، والقضية الإسرائيلية قضية غير عادلة، لكن محاميها ناجحون. وهذا يختصر الأحداث التي وقعت في الـ75 سنة الأخيرة». ورأى أن «القيادات الفلسطينية يراهنون دائماً على الطرف الخاسر.. وهذا له ثمن».
الرياض
عذراً التعليقات مغلقة