فراشةٌ أطفأتْ شَمْعتهَا
مريم كرودي
شاعرة من المغرب
كنتُ فراشة أحرقتْ
جناحيهَا
وأمنت أنَّ للزُّجاجة عنقًا قَاتلا
كنتُ فراشة أطفأت شمعتها الأخيرة
بعد أن أضاءت ما أضاءت من الحُبِّ
كنتُ فراشَة ذبلت ألوانها
وهي تنتظر الرَّبيع
تنشدُ الليل الطَّويل
تَشتهي لَونا أخرا
كنتُ وردة فقدت أحد ذِرَاعَيْهَا
في لحظة حُبٍّ
بينهَا وبين التمثال المَلاك
حارسهَا
صاحَ العالم يا لجمالهما …
من يخبر العالم أن الذراع سقطت ألما ؟
من يخبره أن الموسيقى
كانت أنيني؟
وأن قطرات الندى
على وجنتاي …
تلك دموعي الحارقة
كنتُ أُنثى
تفرُّ من تحت لِواء ظَالم
تلتحفُ خوفها
وتشق البحر بحثا
عن خوف آخر
كنت أنثى أيقنت أخيرا أن للنهار
شمسا واحدة
وأن الشمس تخفيها
سحابة على سفر
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة