أوراقٌ من دفـتـر اليـَومـي.. قصيدة  لمحمد شاكر

أوراقٌ من دفـتـر اليـَومـي.. قصيدة لمحمد شاكر

آخر تحديث : الخميس 3 ديسمبر 2020 - 1:21 صباحًا

أَوْراقٌ مِن دفـتـَر اليـَوْمـي..

محمد شاكر

 شاكر - قريش

شاعر من المغرب

إلى أين..

——

إلى أينَ..؟

كَأنـَّك تـَهربُ مِنك، ومِن حَوارييك

ولا يَتخفـَّف مِن غـُربتِه الأمامُ.

تـَمشي عَلى هُدى حَنينك،

واثـِق الرَّغبة،

لا تـَسْتجيربـِوساوس الخـَفاء.

تـُبدِّل عَلامات الشـَّوْق

عَلى غـُموض الطـَّريق.

تـَمْحو اسْتِقامة الرَّصيف

تـُطْلِع أشْباحًَا..

وََصَفَّ أشْجار خـَلتْ مِن لوْن السِّيرة.

تـُقاسِمك ذِكرى

وَهـَنَ السِّحرُ فيها

واشـْتعلَ البياضُ

مِن تـَواتـُر النـِّسيان.

إلى أيـْن..؟

لا يـُفـْضي بـِك حُلم

ولا يُؤازك الكـَلامُ

في سِياق المَعْنى

إذ يـَشْربـُك التـِّيهُ.

إلى أيْن..؟

عـُدَّتـُك الكلماتُ، بها تـَحْرثُ

عَرْض المَجْهول

إذ ْ لمْ يـُورِّثـْك أبوكَ أرْضاً بُورًا

تـَبـْذر إحـْساساً..

وتـَرْقبُ غـَيْثَ الأحْلام ِ 

في غـَيـْر ما فـَصْل مَطيرْ.

خـَرير

—–

يـَروق لـَكَ ، دائِما، أنْ تـُسافـِر مَع الـْخـَرير

كلما أشْرفـْتَ عَلى ضفـَّة واد ٍ

أوْ جَدْول صَغيرْ.

َيروقُ لكَ سُلوكه العـَفـْويّ

وانـْسيابَه بأريحِية الماء ِ

وَوَعْد بالنـَّماء.

متاهات العدم

———

قدْ أحْضُنك ، يا أنا..

لكنْ بـِما تـُبـَيـِّتُ لغة ٌ..

مِن دَسائِس الكلامْ.

تـُمْسي مُعدَّلاً

ولا تـَناسُخ في الأحْلام.

تـُـثـْوى في نُسَخ عَديمة الشَّبهْ

تـُزَوِّرُني..

وأنـْدَمُ عَلى ضَياع السِّيرة

في مَتاهاتِ العَدمْ.

أمـامَ الـدار

——

أمامَ الدار..

لمْ يُخيِّبْ الظنُ، دَليلُ الذاكِرة.

لكنَّ البابَ..

يَكتـُم صَريرَ أوْجاعِه

لا يـَبوحُ بِهَمِّ الدّاخِل ِ

لـِغـَريب يَطرقُ نسياناً.

أمامَ الباب..

كما لو أنـَّك انـْعـَتـَقـَتَ مِن بيتٍ

طالَ به الأسرُ..

تـُقـَلـِّبُ صَفـَحاتِ كتاب ٍ

تـَسْرحُ في أفـْياءَ

يـَرْسُمها  تـَوْقُ القلبِ..

على صَهـَواتِ الحلمِ.

الزُّقاق خالٍ مَن وقـْع ِ خُطى العابرينَ

ولا نـَأمَةَ لِلـْبوم ِ

كـَما في سالـِف الليالي.

حيطانُ الـدَّرْب الشاهِقة

تـَحـْجُب اتـِّساعَ السَّماءِ.

لا تـَرى مِنها سِوى..

قـِطـْعةً شاحِبة

يَحْجُبها غـَيـْم كثيفٌ

أغـْرَق وجْهَ القمرِ

ولا نَجْمة تـَلوحُ في الأعالي.

أمامَ البابِ..

تـَتـَفقـَّد أحْوالَ نـَهارٍ

شيمـَتـُهُ الْحَذرُ.

كنتَ بَعْضاً مِن سَقـْطِ مـَتاعهِ.

مـَرَّ حـَثـيـثاً..

يـَكـْتـمُ سِرَّهُ

كما لو أنـَّهُ يُصِرُّ أوْجاعَ البشرِ.

لا أعـْرفك

——

بـِكمامة..

تـَمْحو مَألوفَ وجْهِ صَديق

لا أعـْرفـُك.

والنـَّاسُ في مَجْهولٍ يـَتعـَدَّد

كأنْ لا رَفيقَ ..

عَلى حُضورنا يَشْهد.

في جَمْعٍ يَذوبُ في التيهِ

أمامَ ناظري يـَتـَبـَدَّد.

يُغمُرني مـَدُّ الـْحـَيرةِ

لا أطـْفـو عَلى يَـقـينٍ

يُجَليّ صاحِبي الأوْحَدْ..

عَلى ضفـَّة آمـِنـةْ.

أذكـُرهُ في زمَنِ العَلامَةِ المُريحَةْ.

تطمئنُ الروحُ

إلى مَعـْلـومٍ.. وسَنـدْ.

يَـدُلّـُني عـُنـْوانُ نُـبلٍ

عـَلى مُحيَّاهُ

إلى كـَنـَفِ الـْمَودَّة الأمْجَدْ.

يـَعـْصمُني مِن زَلـَلِ التـِّيهِ

فـي تـَقاطـُع أقـْنـِعـَة..

وَوُجومِ الـْبـَلـدْ.

خاص بقريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com