محمود العكري
شاعر من المغرب
“غيابكِ يشبه حضوركِ كلاهما مقلق.
الشعر اختصارٌ لمسافات اللغة البعيدة
والحصان الأسود يمتطي حقل النعمان الأحمر
وأنتِ! تنتظرين هناك موعد العناق الموحش.
عيناكِ لا يليق بهما الغزل الفضفاض ولا كلمات العشق البلهاء.
وعينايَ تسكنها قبائل الجبال العالية
حيث القبلات السريعة على وديان القبيلة
وحيث العناق الليليّ تحت مظلة السواد.
في السبات العميق كما في الاستيقاظ المبكر
يطفو على مخيلتي عمق نظراتكِ المتقدة.
قُل لي ما الفرق بينَ كونكِ هنا أم هُناك؟
أليس كلاهما عذاب؟وأنا أعشق الموت داخل بحركِ على العيشِ بدونك.
يسكنني وميض الحبّ وجنون الأنبياء حين تداهمين عزلتي.
فلا أرى غيركِ أليس الحبّ مأساة؟
وأنا حبيس الألم، منتشيًا بصفوة اللقاء.
لا زلت في حيرة من أمرِي، أَأُناديكِ حبيبتي أم حبيبتي؟
حيرتِي كأنتِ؛ تشبهان بعضكماوالحبُّ يؤذينِي ويأمرني:
لا تقترب. مصيبتنا نحن الجبليون تُحاصرُ صدى الضباب وتجعل منه حبيس الأحلام ولست سوى رجل قادم من البراري المتوحشة.
نعاشر الذئاب والكلاب ونصاحب الفئران والقطط أيشكل مشكلًا لكِ يا امرأتي؛
أنني رجلٌ بدويّ بدويّ لا يغازل الفتيات بحروف الرفق وكلماتِ المدينة الميتة؟.
تعلّمتُ باكرًا أنّ الحبّ عيبٌأما القبلُ.. فموتٌ.
فكيف أسحب من قاموس اللغة تقاليد العشيرة؟
على الحبّ أن يكون مجازفة مخاتلة أو مغامرة أو لصّ ماهر يعلم أساليب الارتطامات العنيفة.
وإني أتفنن في كل هذا
لكنني لست عبقريا كشعراء الكراسِي المفعمة بالبهجة وصالونات الأدب الكاذبة.
أحبُّ الغاب وأنت معِي نحمل معًا فانوس الضياء عنفوان العصافير المغردة
ونحلم على وسادة السماء.فلَا تصدقِي بهرجات الأغاني السريعة ولا قصائد الحبّ الناعمة.
فالحب يشبه ما بين السماوات والبحار يشبه الفراغ.
وأنا فارغٌ من كلّ العناوين… إلّاك!.”
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب لندن
عذراً التعليقات مغلقة