بقلم: المراقب السياسي
يبدو أنَّها سقطة جديدة توحي بعدم وجود جهاز ناظم وواعٍ لحركة السعودية دولياً عبر الدبلوماسية والاعلام، وإلا ما كان للرياض أن تخوض غمار فعاليات غير مؤهلة لخوضها اليوم وتسعى لنيل نقطة في التوقيت الخاطىء فتخسر بضع نقاط. وكان يجدر بالرياض أن تتجنب ما قامت به في الامم المتحدة اليوم وتدرك ما يحيط بها دولياً ،فذلك أجدى لها في هذه المرحلة على الاقل في أي حساب لعاقل، في انتظار أن يكون هناك تغيير جوهري في صورة المملكة في المدار الدولي.
تلك السقطة حدثت من خلال فشل السعودية ليلة امس١٣ أكتوبر٢٠٢٠ ، في محاولتها لشغل مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فيما تمَّ انتخاب الصين وروسيا لمدة ثلاث سنوات وهما دولتان لهما تاريخ مليء بالشوائب في مجال الحريات والديمقراطية.
وكتب نائب المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية برونو ستاغنو على تويتر “وجه مجلس حقوق الإنسان اليوم تأنيباً كبيراً إلى السعودية في ظل قيادة محمد بن سلمان”، في إشارة إلى ولي عهد المملكة.
وأضاف “هو البلد الوحيد الذي لم ينتخب، وتجنبه غالبية أعضاء الأمم المتحدة. المملكة تجني ما تستحقه بسبب انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ترتكبها في الخارج”.
هذه هي الاجواء المحيطة بالسعودية في الامم المتحدة والعالم الغربي بصورة
عامة، ولا يمكن تجاهل ذلك، فكل مابنته السعودية في علاقات يخضع للضغط العالي بعد عملية القنصلية الغبية والمخزية والتي تحيل الى خلل آخر غير الدبلوماسية المترهلة والاعلام المنكفىء المستهلك هو المخابرات.
ما كنا نتمنى أن تخسر السعودية وهي دولة كبيرة في التوازن الاقليمي والعربي في ميدان تعرف هي نفسها قبل سواها انّها غير مهيئة له .
على الرياض أن تأتي بمستشارين حريصين عليها ولا يخشون من قول الرأي الصحيح من دون أن يلتفتوا الى الرضا وعدم الرضا، وعليها أن تبني أجهزتها الاعلامية الخارجية بطريقة منفتحة وليس بشكل الكارتلات المتعفنة لثلاثة أو أربعة اشخاص جرى استهلاكهم منذ عشرين سنة ،ولا تزال اجهزة ادارية جاهلة تداورهم بين قناة متعبة ومنخورة، وصحف انتهت مدة صلاحية وجودها.
نشك انَّ السعودية تبحث عن تجديد نفسها وستبقى تدور في افلاك مستهلكة بما يرجع عليها بالسوء العظيم، وكما يقول المثل العربي ، ليس في كُل مرّة تسلم الجرّة ، هذا إذا افترضنا أنّها قد سلمت .
عذراً التعليقات مغلقة