د. إبراهيم حمّامي
كاتب فلسطيني
طارت العربية – الشهيرة بالعبرية – ومعها الحشرات الالكترونية فرحا وابتهاجا بما قاله بندر بن سلطان في 3 أجزاء وتم التطبيل لها إعلامياً وكأنه فتح من الفتوح…
بدأت الحشرات الالكترونية وعلى كل المنصات هجومها الموجه المعتاد محصورا بـ 3 أجوبة لا رابع لها:
- كلام بندر بن سلطان موجه للداخل السعودي وليس لكم
- كلامه كان مستنداً لوقائع وأدلة ومستندات – لو عندكم رد ردوا عليه
- لو أردنا التطبيع لن ننتظر اذنكم
طبعا لا يفوتهم كم القذارة والبذاءة المعتاد تطبيقا للمثل: الناس على دين ملوكهم!
هذه الحشرات الالكترونية لا تهمنا لا من قريب ولا من بعيد لكن وجب التوضيح:
لم يكن سهلاً الاستماع لقرابة الساعتين من الادعاءات المرسلة وبطريقة مملة ومبتذلة…
حاول بندر بن سلطان الظهور بمظهر المحاور البسيط السهل الذي يتحدث على سجيته وهو بالتأكيد ليس سهلا ولا بسيطاً، بل كان يسير بنقاط محددة ومعدة سلفاً…
لم يخلو كلامه من محاولة إثارة النعرات الشعبوية خاصة لدى المواطن السعودي وتكراره توجيه الكلام إليهم، لمحاولة حرف استيائهم من ممارسات بن سلمان، وتوجيه المسؤولية على دعمهم المفترض للقضية الفلسطينية التي يسيء إليها الفلسطيني حسب رأيه…
وتكرار قصة ابتهاج نابلس بقصف الرياض، وتحريض الكويتين بسبب موقف عرفات من صدام، وتوجيه الحديث للخليجيين ليقول رغم أن دولهم عملت للقضية وباخلاص ووجهت بنكران الجميل وعدم الوفاء من قبل القيادات الفلسطينية وهو اللي شفناه بالصوت والصورة، وهو كذب بواح فلم يصدر عن القيادة الفلسطينية التي أعارضها شخصياً ما يسيء لأي دولة عربية أو خليجية وكانت مواقفهم ضعيفة باهتة
لا التوقيت ولا طبيعة الحديث ولا طريقة العرض ولا الهجوم الالكتروني مصادفة…
بل جزء واستمرار لحملة التشويه والشيطنة للفلسطيني – للكل الفلسطيني – وليس أفراد أو قيادات…
خلا كلامه من تحميل اي مسؤولية للاحتلال في أي مرحلة، وبرأه تماماً من كل ما حدث بسكوته عن جرائمه…
كما لم يتطرق للعلاقات بين حكام الرياض والاحتلال والممتدة لعقود من الزمن وظهرت للعلن مؤخراً، ولا عن اللهاث نحو التطبيع مع الاحتلال والذي سبق ووثقته بتفاصيله…
كل مأخذه يمكن اختصاره: أهانوننا برفضهم البيع، خذلونا لأنهم رفضوا الاستسلام
بندر بن سلطان المطلوب في قضايا أمام المحاكم الأمريكية بتهم تتعلق بهجمات 11 سبتمبر يحاول إعادة تكرير نفسه والترويج لبن سلمان…
هي مرحلة بن سلمان الجديدة – مرحلة الردة والانقلاب على كل شيء: دين وأخلاق ومباديء
لكنهم لن ينجحوا بإذن الله
ولن تكون الوقيعة بين الشعوب والأشقاء…
كلمة أخيرة للقيادات الفلسطينية التي لم يترك بندر سبة إلا ووصفهم بها، ما هو موقفكم؟
ربما تقولون أنه رأي شخصي فردي لا يعبر عن موقف المملكة وأنتم تعلمون قبل غيركم أن هذا غير صحيح…
لكني أذكركم أنكم انتفضتم في مظاهرات برام الله لثلاثة أيام بلياليها عندما تحدثت شخصياً عن عرفات في شهر سبتمبر 2013، وتركتم الناس في موجات مفتوحة على تلفزيونكم لتسب وتنهش في شخصياً…
اليوم شرّد بندر بن سلطان عرفات وألبسه كل الموبقات، ووصفكم بأبشع وأقذر الأوصاف…
أرونا مراجلكم!
لن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون…
لا نامت أعين الجبناء
عذراً التعليقات مغلقة