* نانوللي *
هشام عبدالكريم
شاعر من العراق
مازالت
أشرعة البحر الأسود
تمتد أمامي
وتذكّرني
بالنادلة ِ الحلوة ِ
بالكلب الأسود
عند الساحل
وأنا ،
سأظل أحدّق
من خلَل ِ زجاج الأيام
عل ّ سماء ً صافية ً
تاخذي ذات هناء
لأراهم
وأرى
نانوللي
السيدة الطالعة علينا
من جمرات الحرب
ومن شرفات
دموع الأيتام
لا تبكي سيدتي
ساعود اليها
– لكن ، وأشارت :
موسل ( نا خراشو )
– لا يا نانوللي
الموصل تبقى
عندي ( خراشو )
ساعود اليها
فالساعة في القلب
تدق
لتعلن أن أمضي
فوداعا ً ،
قد تجمعنا الأيام
نانوللي سيدة
تخشى ويلات الحرب
فهي الجنرال الطالع
من بارود حروب لا تحصى
وتراني طفلا ً
لا يدري
ما تعنيه لغة النيران
كانت ( باتومي )
مملكة السحر
وقارورة شهد
من كل الألوان
مازال ( البوليفوار )
يلّوح لي : أينك َ يا هذا ؟
مازالت نادلة ُ البار الحلوة ُ
تبسم لي
وشقيقتها
( ترطن ) كلمات ٍعربية َ
وهي تراقب خطواتي
جلستي المعهودة َ
والكلب ُ الأسود
سيظل يراقب
شارع شقتنها
– أين الأم الأبهى نانوللي ؟
وأنا في زمن الكورونا
أقبع في بيتي
واصابع كفي
تحسب
خرزات مسابح
أيام لا تحصى
نانوللي تنأى تنأى
مثل َ الآمال ِ المؤصدة ِ الابواب ِ
على أرض بلادي
سأظل أردد كل صباح :
نانوللّي
نانوللي
هل ما زلت هناك ؟
وهل مازالت
تلك القطط
تحلّق حلولَك كل صباح ؟
وهل مازالت ( بينزي )
تنتظر الوحداني ّ الآتي
من أرض الموصل ؟
أم أنك غادرت ؟
ومازالت تلك القطط
تموّء ُ عند الباب .
* باتومي : مدينة جورجية ساحلية .
* البوليفوار : شارع مشهور في باتومي .
* بينزي : الحي الذي عشت فيه .
* نانوللي : سيدة جورجية من أصول روسية كانت جنرالا في الجيش الروسي .
القصيدة خاصة لقريش -ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة