واشنطن- قريش:
تنشر( قريش) هنا ترجمة خاصة بها لتقرير بثماني صفحات ورد في وثائق هيلاري كلنتون المسربة اخيراً حول بدايات التغلغل الاقتصادي الايراني في العراق، كتبه رايان كروكر السفير الامريكي في بغداد بتاريخ ١٣ كانون الثاني ٢٠٠٧ تحت عنوان (النشاطات الاقتصادية الايرانية الاخيرة في العراق).
الخلاصة:
لقد شهدت سياسة إيران الاقتصادية التي صمم جانبا منها لكسب قلوب وعقول العراقيين، وفقا للعديد من المحللين، ازديادا واتساعا في المدى خلال الاشهر الاخيرة، الأمر الذي نتج عنه اكتساب ايران بشكل مضطرد للمزيد من النفوذ الاقتصادي والسياسي في العراق. ولقد أشارت التقارير الأخيرة بأن النشاط الاقتصادي أخذ بالاتساع ليشمل مزيدا من الاستثمار في مجال تقديم الخدمات، ودخول أكبر إلى الاسواق خارج حدود المحافظات، ومزيدا من التعاون على اصعدة عديدة أخرى. وقد افاد العديد من المصادر بأن الحرس الثوري الإيراني (فيلق القدس) يهيمن على أغلب اوجه الاستثمار الايرانية وأن معظم الصفقات التجارية خاضعة لتأثيره. وعليه فان رجال الاعمال الايرانيين العاديين لم يعبروا حتى الآن عن رغبة تذكر للاستثمار في العراق أو التعامل معه، مفضلين التركيز في اعمالهم التجارية على اسواق أكثر اغراء واقل خطورة. وتشير الارقام الرسمية الصادرة عن الحكومة الايرانية بخصوص الصادرات الايرانية غير النفطية إلى العراق بأنها لا تتجاوز 7.5 بالمائة من اجمالي الصادرات الايرانية غير النفطية، مما يعني بأن العراق لا يعد سوقا ذا أولية لاستقبال السلع الايرانية. على الرغم مما تقدم، فقد اعلنت إيران مؤخرا بأن العراق يعد الشريك التجاري الثاني. ويختلط مع التجارة ما اعلنته إيران عن تقديم إعانة للعراق بقيمة مليار دولار، الأمر الذي يمكن أن يشوش الصورة، وبالتالي يصعب التمييز بين التجارة والمساعدات. إن المساعدات الايرانية المقدمة إلى مشاريع إعادة الاعمار والاستيرادات الايرانية ذات الكلفة المتدنية تعيق الانتاج العراقي بما في ذلك الانتاج الزراعي المحلي، حيث انها تساهم في خفض الميزة التنافسية العراقية في العديد من المجالات الصناعية. يعتقد أن هذه الحملة الاقتصادية تنطوي على دوافع سياسية هامة لبناء علاقات وصلات مع جماعات وقطاعات عراقية متعددة في مجالات مختلفة، فضلا عن الفائدة السياسية التي تمنحها لجهات إيرانية نافذة، يمتلك العديد منها صلات استخبارية أو أمنية. ()
عذراً التعليقات مغلقة