تجاعيد السنين…
عزيز فهمي
شاعر من المغرب مقيم في كندا
“صباح الخير أيها الحزن”
فرنسواز صاغان.
لم تعد تملكٌ الصباح
كي يَقْدِمَ إليك كوجه برتقالة
ناعما في فم الشجر
عامرا بالمدى كأغاني الغجر
فلا تقف كالظل الخائف من خطيئة الفجر
ليس لك الولادة
هنا على هذه الأرض اليباب
أنت تهيِّئ صُرَّتك
تبحث عن نفق ضوء
كي ترحل
تصعد سلم الزمن أياما وسنوات
تتزود بالحنين وبما بقي في بيدر الذكريات
من الذكريات
لم يبق في حرثك ما يدل على السنابل
الخريف الداكن
يرافق الصيف الأصفر
إلى الشتاء الأبيض
الربيع كذبتك الجميلة إلى الأبد
لا صباح لك
اشعل شموعا من دسم جسدك
كي ترى كيف تضيئ الشمسُ دربك
تأكد من حواف الطرق
قبل أن تضع رجليك
للطرقات ما يجعلها تتلوى
كي تخدع المسافات
تُقرب الأمكنة
لا تحلم بالليل
لن يسكن ضلعك المعوج
بعد اليوم
فعندما كنت خلف الريح
كانت سفنك تصطاد المرافئ
في بحيرات من السراب
تبحث عن من يدل مجاديفها
على الموج
وعلى الملح
لا رمل يتعرى من خطو الهاربين
إلى الغرق
فلا تبك
كبخار شنقه الهواء
دمعت عيناه
في مسام الفضاء
مُدّ ما حمَلْتَ من رفضك
في تجاعيد السنين
مُدَّها أسئلة تسأل
شيِّد انكسارك على الصخر
لا على الزبد
انتظر صباحك الذي تصنعه يداك
لا ما تُهديه إليك مرغمةً
نوافذك المغلقة
فلا أحد “سيَهُبُّ بصَحْنِه” إليك
لا أحد سيأتيك بالصبوح
حين تُشنق في كأسك
طلَّةُ القمر….
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة