* بلقيس تبحث عن سبأ *
هشام عبد الكريم
-1-
الصبح َ
تنثر ما تبقّى
من أريج ِ الأمنيات
والصبح ُ
نفس الصبح ِ
نافذة ٌ مُحاصرة ٌ
وأغنية ٌ ، تقطّع َ لحنها
بين السلالم والقوافي
لا شك هذا نفس ذاك !
والروح
سرب قطا
تحاصره الشّباك
– 2 –
الصبح َ
تحمل ما تآكل
من جسد
لتروح ثانية
وثالثة ً
تفتش ُعن بلد
ما من أحد
كانت تراهم متعبين
فتمد كفا ً
صوب جمعهم ُ
وتجلس
بانتظار القادمين
أيمد كفا ً
من يعيش بلا يدين ؟
وتظل دائرة ً
بفُلك ٍ
لا يقر له قرار
وهي ترمي
ما تبقّى
من اجنتها
فيرميها
إلى مدن بوار
-3
كانت تسير
تطالع السحنات ِ
– أينك بينهم ؟
يا انت ِ ، أين رحلت ؟
أشهِدكم
جموع َ الخلق أني
ما زلت ابحث عنك
يا سبأ الحزينة
ذي فلول الجند
ترمي ما لديها من سهام ِ
وكنت باسمة ً
كأنك – حين يلتحم المدى –
خيرا ً مطمئنة ( عمامي )
أدري بأنك ِ بينهم
مدي يديك
فأنا مذ اشتجرت خيولهم ُ
رحلت عن الخيام
يا أنت ِ
مدي لي يديك
فأنا – إذا ما غبت ِ –
أسألني
وأبكيني عليك
-4-
للشرق لعبته / حكاياه / عوالمه الغريبة
ولها براءتها
وذا زمن تجاوز أي طيبة
الشرق مائدة الصغار الطالعين
مع الظلام
الشرق تاريخ انتصارات
بلا امل تنام
الشرق سرب مشردين
الشرق مقصلة الرؤى
ومنارة للجائعين
الشرق اوجهنا الكوابي
الشرق مجرشة الشباب
الشرق ، آه الشرق
حتى بين اهلك
أنت تشهر باغتراب
-5-
مسكينة بلقيس
طالعة ً من الدُفلى تظل
والأرض غيّرها الغزاة
وطاعنو حلم الطفولة
وهي الوحيدة
بينهم تمضي
– أتبحث عن حطام ؟
ستمرغ العينين
حتى ترتمي جسدا ً
فتنخره الكهولة
– يا أنت ، عمن تبحثين
– إني أفتش ، عنك يا ذاك البلد
يا للنبأ !
بلقيس في سبأ
وتبحث ُ عن سبأ .
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة