محمد شاكر شاعر من المغرب .. في مواجهة شيء ما

محمد شاكر شاعر من المغرب .. في مواجهة شيء ما

آخر تحديث : السبت 28 نوفمبر 2020 - 9:29 مساءً

                                                شيء ما…..

محمد شاكر

FB IMG 1604994012533 - قريش
محمد شاكر

شاعر من المغرب

شيْءٌ ما يُشوِّش على اكْتِمال الرُّؤْيا

فَلا يَفْصحُ أَلَقُ النَّهار

عَن مَكامِن السِّحْر فيه

وبَهْجة الأَفْياء

كَما في سالِف الوُضوح.

شيْءٌ ما لا أبْلُغ شَأْوَه

أَسْتَجير بِشَفافِيّة الرُّوح

لعَلَّ سُلَّم الأحْلام يَرْقى بي

إِلى عُلاهُ ،

أُمْسِك بِالْخيْط الرَّفيع..

في سَماه.

شيْءٌ ما يَمْسحُ أوَّل الكَلام

فَلا يَهْتدي فانوسُ الذِّكرى

إلى كَنَف الْمَعْنى

وَبَوْح الأَحْلام

في عَدوى الظَّلام.

شَيْءٌ ما مُنْذ طُفولةٍ بَعيدة

أَسْعى خَلْفَه كَفَراشة هاربَة

لا تَحُطُّ عَلى زَهَر ٍ

أَوِ انْعِكاسِ ضَوْء الْمَرايا

عَلى جِدار

يَفْلتُ مِن بَيْن أَصابِع الْحُلم.

شَيْءٌ ما يُعَكِّر صَفْو الْكَلمات

عَلى أُفُق جُبَّتُه غيْمٌ …

ولا زَخّاتٍ تُبلِّل شِفاهَ البَوْح

تُطْفِىء جَمْر الصِّحراء.

شيْءٌ ما..

ربَّما اسْتِهامات ومُسوخ

يُوحي بِها صَمْتُ الْعُزلة

حينَ يَعْلو سُكوتُه

عَلى هَسيسِ أعْماقٍ

وانْجِرافِ تَقْوى

في مُنْحَدرات اللاَّيقين.

شَيْءٌ ما..

بِلا هُويّة ولا سيِماء

كُثْلة ظِلٍّ تُقاطِع ظِلّي

يَنْقُصُني إِفْصاحُها

لِأخْتِم كِتابَ القلْب

قَبْلَ شُحوب الْمَساء.

شَيْءٌ ما

يُتْقِن لُعْبَة التَّجَليّ/ التَّخَفّي،

كُلّما قُلْتُ أمْسَكتُ بِه

يُحيلُ اكْتِمالي إِلى اخْتِلال عَلى خَيْط رَفيع

لا يُفْضي بِي إِلى ضفَّة الأَمان.

شَيْءٌ ما ،

لا يَخِفُّ فُضولي بِه

أُشْعِل ضَوْء الْعَين ،

أُشْهِر إِحْساسي ،

أتَرصَّدْه ،

مُدجَّجًا برَغْبة تُنازِل طَواحينَ الْهَواء.

شَيْءٌ ما

لا زِلتُ أَقْتَفي غِوايَتَه،

رَغْم اسْتِحالة الْكَمال ،

لِحاجَة في نَفْس نَصٍّ

تُعْوزُه الأحْلامُ

لايَرْوي أَوَارَه حِبْرٌ ولا كَلامُ.

شَيْءٌ ما

يَعْتمِل الآنَ في الْهَزيع الْأَخير مِنَ الْعُمر

إِخالُه إِشْراقَة خيْطٍ أَبْيض

يَتحَرَّر مِنْ سَوادٍ ثَخينْ

يَكونُ لِسانَ حالِ الشِّعْر

في زَمَن الْكُمون.

أيُّها الشَّيْءُ الَّذي يَنْقُصُني

تَجَلَّ لِأراني عَلى أُفُق اسْتِعاراتي

بِكامِل زينَةِ الْكَلام

وَلا تَبْقى جِهة سادِرَة في الْغُموضِ.

مِثْل جَمْرة سَقطتْ مِن كانونٍ

وَخانَها الأَلقُ ،

سَأنْطفِئُ

لَكنْ مِن غيْر ماءٍ ،

ولا يَصَّاعَدُ مِن جَسَدي دُخان.

مِثْل أيِّ شَيْء خارِقٍ

لِكنْ لا أدْري كُنْهَهُ ،

أُبَدِّدُ أَحْلامًا

وأُرْجِئُ الرِّبْحَ

إِِلى أنْ تَنْجَلي سُحْبُ الْخَيبْات.

هَلْ كانَ حَقًّا شَيْئًا ما ،

حينَ اسْتَوى النَّصُ عَلى ساقِ مَعْنى

وَبِضْع أَوْهام ،

ذابَتْ في عَراء ِالْمَبْنى..؟

30.08.20

القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com