د .حسناء عبدالعزيز القنيعير
صيغة المقال قبل النشر
بلادنا تبنى، ونتقدم بمشروعات وإنجازات عظيمة، وسنكون قريباً على موعد مع نوع جديد من الطاقة كوقود الهيدروجين الأخضر الذي سيحدث ثورة في سوق الطاقة العالمية، وأكثر الدول اهتماماً به اليابان وبعض دول الاتحاد الأوروبي، علاوة على مشروعات الطاقة المتجددة..
عانت بلادنا في العشر سنوات الأخيرة من ظاهرة ما بات يعرف بناشطة مدنية أو ناشطة حقوقية أو ناشطة في حقوق المرأة، وغير ذلك من معرفات فلقد تشّابه البقرُ علينا! مارست بعض النسوة ذلك لمجرد البروز الإعلامي، لأنه لا شيء لدى بعضهن تقدم به نفسها للمجتمع سوى التسلق على تلك المفاهيم؛ فكان حبُّ الظهور والمتاجرة بقضايا المرأة عنوانًا بارزًا لتلكم النسويات ، حتى وإن نسبن لأنفسهن ما ليس لهن شرف المطالبة به ؛ فهناك نسوة طالبن بكثير من الحقوق التي تدعيها تلكم النسويات لأنفسهن ، وقد استُغللنَ ووُجهنَ من دول التآمر كقطر وتركيا والإخوان المفلسين، فسقطنَ بتأثير بريق الأموال القذرة ، لإثارة الفتنة في الوطن ، ناهيكم عمن احترف الظهور في قنوات أجنبية للتحريض ضد بلادنا بتوجيه من جهات خارجية لأقاربهن الذين كانوا في الاصل مبتعثين على حساب الدولة للدراسة في الخارج فخانوا الوطن ، وتآمروا مع أعدائه من دول ومنظمات حقوق الإنسان التي ما انفكت تتآمر علينا وتقبض الثمن من دويلة قطرائيل.
والمثير للعجب بل للسخرية أن المحرضين في الخارج يزعمون أن سبب القبض على تلكم النسويات هو مطالبتهن بحقوق المرأة ومنها حق القيادة وذلك محض افتراء، فأشهرهن ولدت في العام 1989،وكان عمرها عامًا واحدًا فقط حينما قادت بعض السعوديات السيارة في شوارع الرياض في شهر نوفمبرعام 1990،يزعم أخوتها ذلك وباقي زمرة الإفك في الخارج دون أن يرف لهم جفن.
وبعد ذلك التاريخ وعلى مدار تلك السنين أخذت كاتبات وكتاب الرأي على عواتقهم المطالبة بقيادة المرأة بعدد كبير من المقالات (وكان لي شرف كتابة سبعة مقلات عن القيادة في السنوات الأخيرة). لكن عندما أيقنت الدولة أنه حان الوقت لإعطاء المرأة هذا الحق أقرَّته، دون أن يكون لأحدٍ حق الإدعاء بأنه خلف إصدار القرار،كما أنّ الدولة أصدرت موافقتها على القيادة قبل انكشاف تآمر تلك المدعية وصويحباته على الوطن ! وسيأتي اليوم الذي تكشفُ فيه الدولة أوراق الجميع ليعلم المواطنون حقيقة المتآمرات على الوطن ولحساب مَن تآمرن ؟ وفي هذا الصدد ذكر معالي الأستاذ عادل الجبير لمذيع قناة ألمانية (كان فجّا ومنحازًا بشراسة لتلك الأكاذيب والزعم بتعرضها للتعذيب وغيره ) :” إنها وصويباتها متورطات مع حكومات خارجية ، وكنَّ يحاولنَ تجنيدأناسٍ يعملون في مواقعَ حساسةٍ حتى يحصلنَ على وثائقَ سريةٍ لمصلحة أعدائنا ” ! فأي تآمر على الوطن أشنعُ من هذا ؟ وماذا عساهم أن يسمّوا هذا العمل، سوى أنه خيانة وتجسس . .
ولعلنا نذكر أن من نُسب إليها حق المطالبة بالقيادة، أصرت على الدخول إلى بلادنا بسيارتها عبر دولة الإمارات، فلقد دفعت إلى ذلك التصرف اعتقادًا أنها ستُحرج بلادنا، أوتضعها أمام الأمر الواقع ؟ وقد قيل قديما الجاهل عدو نفسه، وهكذا زينَ لها شياطينُ الجن والإنس التآمر على وطنها فوقعت في سوء عملها. .
ومما يكشف حجم التآمر ضد بلادنا،إنشاء قطر قبل خمسة أشهر فقط منظمة تزعم أنها مهتمة بحقوق الإنسان اسمها ( جرانت ليبرتي) ومقرها لندن ، نشاطها محصور في بث الأكاذيب وترويجها ، ورؤساؤها مجموعة من قيادات الإخوان المفسدين ، تنفق عليهم سنويًا ثمانية ملايين دولار، حاولت تلك المنظمة وغيرها من المنظمات الغربية التي تدار برشىً من قطرائيل، التشويش على قمة العشرين بنشر الأخبار الكاذبة ، كذلك حرّضت منظمة العفو الدولية لتضع صور تلك المدعية على مبنى متحف اللوفر في باريس غداة افتتاح القمة، بهدف ثني زعماء العالم عن المشاركة أو خفض التمثيل ، لكن خابت مساعيهم عندما شارك عدد كبير من رؤساء دول العالم ، بل وأثنى كثير منهم على جهود بلادنا في تنظيم القمة على كل الأصعدة .فهل توقفت قطر أو خجلت من تصرفاتها التي يندى لها جبين الشرفاء ؟ قطعًا لا فما أن انتهت أعمال القمة بنجاح منقطع النظير حتى سارعت هي وذبابها الألكتروني على الزعم بلقاء مسؤولين إسرائليين مع الأمير محمد بن سلمان في نيوم، وعلى الرغم من تكذيب بلادنا هذا الخبر، فإنهم تمسكوا برواية صحفي إسرائيلي اشترته بأموالها القذرة لينشر الأكاذيب عن علاقات مزعومة بين بلادنا وإسرائيل . هذا عدا عن محاولات الهجوم السبراني على منصات مجموعة العشرين بما مقداره ( 2372028 ) هجوما ، وكانت هذه الهجمات التي لم تنجح واحدة منها من قبل دويلة قطرائيل وإيران وحزب الشيطان اللبناني وعملائهم . وهذا هو دأب الصغار!
أمّا ناشطو حقوق الإنسان ومنظماتهم فأين هم من الجرائم ضد الإنسان في جميع أصقاع العالم ؟ كالعراقيين الذين مُزقت مناطقهم وهجُروا منها، وذلك قتل بشار ملايين السوريين وتشريدهم ؟ ومجازر مسلمي الروهينغا وتهجيرهم في بورما، وفصل آلاف الموظفين في تركيا بلا محاكمات، وبلغ عددهم في آخر إحصائية ما يزيد على 286 ألف معتقل ، بل أين أولئك الناشطون عن ممارسات حزب الشيطان اللبناني وترهيبه اللبنانيين واستقوائه عليهم بسلاحه الإيراني، بل أين أولئك من المخيمات الفلسطينية في لبنان التي يـُحبسون فيها في حياة لا تليق حتى بالحيوان ومنعهم من حقوقهم الإنسانية والمدنية ، كذلك ترويع سكان قطر وتهديدهم بسحب جنسياتهم إن هم احتجوا على استعمار بلادهم من الفرس والترك والتحالف مع التنظيمات الإرهابية وتحكُّم شذاذ الآفاق في مفاصل السياسة القطرية ؟
في هذا العهد شهدت بلادنا قفزة نوعية في مجال تمكين المرأة فيما يتعلق بالأنظمة والتشريعات ، وكان المجتمع الدولي يأخذ على بلادنا كثيرا من القضيا المتعلقة بحقوقها ، حتى بدا الأمر وكأنه لا توجد قضايا تشغلهم في العالم قاطبة ، وعندما حُلّت معظم القضايا المتعلقة بالمرأة ، لم يعجبهم ذلك ، فلا غرابة (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ).
ختامًا بلادنا تبني وتتقدم بمشاريعَ وإنجازاتٍ عظيمةٍ، وسنكون قريبًا على موعد مع نوع جديد من الطاقة كوقود الهيدروجين الأخضر الذي سيحدث ثورة في سوق الطاقة العالمية ، وأكثر الدول اهتمامًا به اليابان وبعض دول الاتحاد الأوروبي ،علاوة على مشاريع الطاقة المتجددة ،وإنشاء أكبرمنطقة للطاقة الشمسية في العالم في نيوم .كل هذا والقادم المذهل سيجعل تلك الدويلة تعضُ أصابع الندم جراء تصرفاتها الرعناء ، فتستأجر نائحاتٍ وخشاشَ الأرض للنيل من بلادنا .قال تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )،( وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ ).
الرياض
عذراً التعليقات مغلقة