بغداد – ابو زينب المحمداوي
على غير عادة زعماء المليشيات في العراق، توافرت تصريحات زعيم مليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، على قدر كبير من الايحاء السياسي المرن، بالرغم من تضمين كلامه ما يشير صراحة الى انتهاء الهدنة مع الأمريكان في العراق، مؤكدا شرعية التصدي للوجود الأجنبي في العراق بكافة الوسائل.
وقال الخزعلي، في مقابلة متلفزة على قناة العراقية المملوكة للحكومة، إنه “لم يكن للممثلة الأممية جينين بلاسخارت أي دور في موضوع الهدنة بين فصائل المقاومة والجانب الأمريكي أبدا، والشخص الأساسي الذي تدخل في موضوع الهدنة وحاول تجنيب البلد التداعيات هو هادي العامري زعيم تحالف الفتح”.
وأضاف أن “الهدنة مع الأمريكان انتهت، كون شروط الهدنة لم تتحقق، وسنثبت المبدأ في الحق الكامل بالتصدي العسكري للقوات الأجنبية، خصوصًا أن التصدي للوجود الأجنبي ورفضه مشروع بكافة الوسائل المتاحة”.
وأشار إلى «وجود اختلاف في وجهات النظر بين الفصائل المسلحة إزاء قصف المنطقة الخضراء» مؤكداً أنه يتبنى «الاتجاه الذي لا يفضل قصف السفارة» فيما تحدث عن ثلاثة شروط لوقف الأعمال العسكرية.
وأضاف أن «وقف الأعمال العسكرية يأتي وفق شروط، أولها عدم إبقاء أي قاعدة عسكرية غير عراقية، والسيادة على الأرض والسماء، مع وجود فني بتحديد الحكومة».
ولفت إلى أن «التهديدات التي صدرت من الجانب الأمريكي حول غلق السفارة لم تكن سوى حرب نفسية» مؤكداً «وقوفه مع الخيارات الدبلوماسية وليس مع استهداف السفارة الأمريكية في الوقت الراهن».
وكشف عن مضمون رسالة وجّهها إلى قائد فيلق «القدس» في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآاني، تتعلق بالعمليات العسكرية والوضع الداخلي العراقي.
وقال الخزعلي في معرض رده عمّا إذا كانت الفصائل المسلحة العراقية في «جيب» صانع القرار الإيراني، كما طُرح السؤال، أجاب برفض هذا الوصف، واستشهد على ذلك بتوجيه «رسالة شديدة اللهجة إلى قآاني».
وفي تفاصيل الرسالة قال الخزعلي: «أبلغت قآاني شخصياً أننا لن نسمع منكم في المستقبل إذا تعرضتم لضغوط».
وأضاف: «قلت له إن المخازن التي قُصفت هي تابعة لنا، وإن الشهداء الذين سقطوا هم أبناؤنا وأننا نحن من قدم الخسائر والتضحيات، وبالتالي فهذه القضية نحن معنيون بها أيضاً، وفي حال زارتكم شخصيات أو وفود عراقية تحاول الضغط عليكم، أبلغوهم بأن القضية عراقية، وليست قضية إيرانية».
وتأتي تصريحات الخزعلي بعد يوم من عودة عمليات القصف الصاروخي نحو المنطقة الخضراء، التي تضم السفارة الأمريكية في العراق.
وتسبب الهجوم الأخير بسقوط طفلة ضحية وعدد من الجرحى المدنيين العراقيين . واستخدم فيه لأول مرة صواريخ من نوع غراد.
وكان هذا أول هجوم من نوعه خلال نحو خمسة أسابيع، بعدما توقفت الهجمات إثر إعلان جماعة تطلق على نفسها اسم “المقاومة العراقية” في العاشر من الشهر الماضي، إيقاف عملياتها ضد القوات والمصالح الأجنبية وخاصة الأمريكية في العراق لاتاحة الفرصة أمامها للانسحاب من العراق. ويسمح في العراق استخدام المليشيات الشيعية فقط مصطلح المقاومة ويمنع ذلك على اي تنظيم للعرب السنة أو اي تنظيم سياسي أخر غير مرتبط بالولائيين.
عذراً التعليقات مغلقة