وَهَلُمَّ دَحْماً..
إدريس الملياني
شاعر من المغرب
مَا هَذِهِ الدُّنْيَا سِوَى لَهْوٍ
وَمَا الْحَيَاةُ إِلَّا لَعِبٌ
وَدَارُهَا الْأُخْرَى (لَهِيَّ الْحَيَوَانُ):
خَمْرَةٌ وَلَبَنٌ وَعَسَلٌ..
وَحُورِيَاتٌ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ..
وَوَصِيفَاتٌ عَفِيفَاتٌ حِسَانٌ مِثْلُهُنَّ..
يَنْتَظِرْنَ كُلُّهُنَّ فِي الْخِيَامِ بَعْلَهُنَّ..
وَهَلُمَّ دَحْماً..
..
طَوَالَ أَرْبَعِينَ أَوْ سَبْعِينَ عَاماً..
وَطْأةٌ وَاحِدَةٌ..
بِلَذَّةٍ لَا تَنْتَهِي..
وَشَهْوَةٍ لَا تَنْقَضِي..
وَذَكَرٍ لَا يَنْثَنِي وَلَا يَمَلُّ
أَوْ يَمَلُّ مِنْهُ فَرْجٌ لَا يُحَفَّى أبَداً..
..
وَمَتَى نُودِيَ قَامَ وَأَتَى
سَبْعِينَ بِكْراً غَيْرَهَا
وَاحِدَةً وَاحِدَةً
وَكُلَّمَا فُضَّتْ تَعُودُ بِكْراً
وَهَلُمَّ دَحْماً
بِلَا مَنِيٍّ أَوْ مَنِيَّةٍ
وَلَا غُسْلٍ وَلَا شُغْلٍ
سِوَى فَضِّ الْعَذَارَى
..
قُرَّةِ الْعَيْنِ الَّتِي
يَظْهَرُ مُخُّ سَاقِهَا
مِنْ خَلْفِ لَحْمِهَا وَعَظْمِهَا
وَأَلْفِ حُلَّةٍ مِنْ سُنْدُسٍ
وَلَوْ بَدَتْ يَوْماً
لِدُنْيَا هَذِهِ الْحَيَاةِ
لَخَطَفَ الْأَبْصَارَ نُورُهَا
الْمُشِعُّ بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ..
..
ومَتَى قَامَ إِلَى وَاحِدَةٍ
قَالَتْ لَهُ:
_ وَاللهِ!
لَا شَيْءَ
أَلَذُّ مِنْكَ
لِي فِي كُلِّ
هَذِهِ الْجِنَانِ!
· مقطع من ديوان :”عقدة السحر” الصَّادر خلال شهر نونبر/ تشرين الثاني 2020.
· تزين العمل الشعري رسوم تشكيلية للفنان المغربي عبد الله لغزار.
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة