زهرة الصبّار
دنيا الشدادي
شاعرة من المغرب
وهبت روحَها
للذين خلوا بالفراغِ
من الميتين وأشباحهم ،
وارتدت لشجى الذابلين فساتينَها
كي تمارسَ في قلقٍ
زيفَ أفراحها
****
كلما جنّ ليلُ الغيابِ
مشت جهة الرَّملِ
تبحث عن وهم قاطفها،
و دنت منه حافية القلبِ
موغلة في الضبابِ
كمَن نذرت للظلام
نيازكَ أقمارها.
****
تَنْزوي صوب غربتها
مثل قديسة
تتعمد في ذاتها،
ولها من مشاعرها
إبرٌ للزوار تشكّ مناديلهم
****
عندما زارها البحر
في ثوب زرقته
مؤنسا
صفعته بصحرائها
فانزوى هاربا خلف أمواجهِ
****
لا اشتهاء لها في الحياة
ولا نغما يستميل
الطفولة في صبحها.
حين زيّن فصل الربيع مفاتنها
وشدا النحل لحن عباراتها
وضعوها على الرمس صاغرة
تترطب من نسغها
أعظُمٌ باليات
****
لحظة الموت والحشرجات
زهرة الشوك في رمق اللحظات
اسلمت قلبها للإلهِ
وأهدت أريج حكايتها
للحياة
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة