مراثي الغيَاب
عبد الغني عارف
شاعر من المغرب
سيِّدتي …
في ليلة الإشراق ِ الدَّامي
حَـلـَّتْ بِي روحُـكِ رُوحا ً لِي
أضاءت في فؤادي شهبُ اللَّيالي الصامتات
قيامة ً للوجد المسافر في كأسي
أقول سراً …
أنا المبشرُ باكتمال ِ الأضدادْ
أنا الذي بـِدَاءِ الحق معلولْ:
متى الكون يستوي عـِلة ً لِـمقام الأحبهْ
صبابة ً تـُـجلي عن حضرة الندامى
نقابَ حيرةٍ دبيبُها في الروح يصولْ ؟
أقول جهراً …
أنا الممسك عتـْمة الليل
بجمرة الضوء
أقول… أنا العارف بأحزان الورى:
فيكِ… منكِ… إليكِ البدءُ
أرتقي سُلـَّم َ الكرامات ْ
أناجي هوى يقربه مني بعدُه عني
أخـْـفي قطوفَ شوق ٍ بالفؤاد ِ يانعاتْ
أنـَبـِّه ظمأ َ النفس معاتبا سـُؤْلـَهـا
علَّ ظنونَ الوله المتعالي
تجود على حيرتي بنبضة اليقينْ
فهل لقلبٍ أذابه الوجدُ، غاية ٌ سوى
طلعةِ الأنيس ِ وفيض ِالحنينْ ؟
أبحث عن حضوري المتوهج ِ
في مراثي الغيابْ
أراني سائحا في مراتب التفكر ِ
أناجي همسَ الإشارةِ في ابتهال ِ مـُوَلـَّهٍ
تملَّكَتْه دهشة ُ العشق وحكمة ُ السؤالْ
أسكرته نشوة ُالوصل وذكرُ الأحبابْ
فانجلى له سر الوجود
شطحاتٍ تتفتح لنورها سنابلُ الرؤى
أعتقُ المرايا على تخوم الجرح ِ
فينز نزيفُ الصبوة
تماما… كاشتعال البياض ِ
في لهيب الثلج ِ
تماما… كانبلاج الزبدِ
في أتون الموج ِ
تماما… كانبثاق الندى
في تفاصيل المـُـزن ِ
تماما… كاندفاع السيل
في دوامات اللــُّــج
تماما … كاهتزاز الخمائل
يناغيها وقعُ الدَّجـْن
تماما … كشدو الطير المهاجر ِ
إذ يناديه دفءُ الوكر ِ
تماما… كانسياب الرعشة،
لمرأى الحبيب، في الجفن ِ
تماما…تماما…. تماما
كاحتراق ِ فراشاتي
إذْ تجذبها نحو بيادر وجنتيك ِ
دوائرُ الضوءِ …
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة