محمد شاكر
شاعر من المغرب
هَلْ مِن لِسانٍ آخَر
يَفْصحُ عَن ظَمَإِ الأَعْماق
فَيْثْملُ الْوَرَق
بِحبْر الْمَعْنى..؟
عَلى غَيْر ما اعْتادَتْ لُغةٌ أَمْستْ ضَحْلى’
بِعَرْض الصَّحْراء..
وَاعْتَراها الْيَبابْ..
في غِيّاب النَّديمِ
وَنُذْرة السِّمَر..؟
طالَ بِكَ الْحَفْر ُ
في طَبَقاتِ الْوَقْت السُّفْلى’
وَلا تِبْر
لا ذَهَب
لِزينَة الْكَلام .
لا نَأْمَة ضَوْءٍ
يَحْسبُه الْقَلبُ خَلاصًا
فَيَسْتِحثُّ راحِلَةَ النِّبْض
لَعلِّ في أَقْصى’ الرِّغْبة واحَة
يَخْضرُّ في فَيْئِها الْجذْبُ.
فَمُك،الآن، مُشْرَع عَلى تيهِ جِهاتٍ
يَعْتَريها الْخَرَسُ
وَالأَصْداءُ مَحْض أَزيز ٍ
خَشْخَشاتٍ
وَوساوِسَ تَفْتَعِلُ الْكَلام
لا تَرْفِع لُبْسَ السُّكوت.
فَمُك ، الآنِ، يُخْرِجُ الْجُثَث الْحَبيسَة
في رَدَهاتِ الإِحْساس
طالَ بِها الْمُكوث
مِنْ غَيْر انْبِعاثٍ بِأَسْبابِ الْحَياة.
يَنْثُرها، الآنَ، أَشْلاء ذِكْرى
سَريعًا تُقْبِرها ريحُ الْفَلاةِ
وَيَنْسى الرِّمْل ُ
مَنْ جاءَ في سِرْب الْجَنازاتِ
أَغْلقَ الْكِتابَ وَوَلىَّ..
أكتوبر 2020
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة