برهم صالح ضائع بين أمثولته عبدالمهدي وصنيعته الكاظمي
بقلم المراقب السياسي
اتجهت الانظار بسرعة، بعد اشتعال التظاهرات الدامية في السليمانية نحو الرئيس العراقي برهم صالح الذي يتحدر من السليمانية ويتخذها مقرا رئاسيا خلفيا له دائما ، يتجاوز فصل الصيف ليشمل كل الفصول بعد ان باتت المساحة التي يقف عليها في بغداد تنحسر يوما بعد آخر، لاسيما بعد ان انكشف امام شباب انتفاضة تشرين ، فهو بنظرهم ليس اكثر من وجه سياسي تابع لأمثولته الشيعية المتمثلة بعنوان الفشل عادل عبدالمهدي أو هو عامل تسويات
في ايجاد صنيعته في الوقت الضائع مصطفى الكاظمي الذي انكشفت أوراقه أسرع مما كان يتوقع .
النار تطبق على برهم صالح من جانبين ، نار الجنوب العراقي التي يتوهمون انها همدت، ونار الشباب الكردي في السليمانية التي جعلها الجحر الذي يلجأ اليه ساعة الغضب في بغداد او رفع السوط عليه من الموالين لايران في المنطقة الخضراء وحولها .
اليوم لا جحر آمناً يأوي اليه برهم صالح .
أيقظت التظاهرات الشعبية العارمة في السليمانية، في كردستان العراق، الكثير من الانتقادات مجددا للساسة الكرد
الذين كانوا يظنون انهم يعيشون في حصون وقلاع مانعة لا يصل اليها غضب المواطن الكردي المسحوق، ومنهم سياسيون ونواب يتخذون من بغداد مسكنا مؤقتا، أو دائما يناورون بها لاتقاء ظروف الطوارىء واحتمال انفجار نقمة الكرد على الطبقة السياسية، نتيجة سوء الأوضاع المعيشية، وهو ما يحدث في بغداد ووسط جنوب العراق، حيث تشهد المدن انتفاضة عارمة ضد الأحزاب الحاكمة.
في غضون هذه الازمة الدامية في السليمانية بدا رئيس الجمهورية برهم صالح، الذي يقيم في بغداد، و يتردد باستمرار للاقامة في مسقط رأسه السليمانية بما يتجاوز جعلها عاصمة صيفية لتكون مناسبة له في كل الفصول بعد انحسار المساحة التي يقف عليها في بغداد بسبب الاداء المهلهل الذي كان فيه حين سقط قريبا من القصر الجمهوري مئات من شباب انتفاضة تشرين ، جاء برهم صالح هذه المرة ايضاً ليمارس لعبة المخاتلة والنصح من بعيد فيما تتفجر السليمانية غضبا ويهتز وضع حزبه امام سخط الناس ، نراه يصدر بيانه الضعيف تجاه التظاهرات، كان بيانا انشائياً معيباً لا يرقى الى مستوى الاحداث، إذ لا تزال تسيل الدماء، ويرتفع الشهداء.
الان برهم غارق في دور الوهم بعد ان توهّم كثيراً انه في لعبته في تبليط الطريق لمصطفى الكاظمي صديقه والموظف المخلص في مشاريعه الاعلامية السابقة التي فشلت وأقفلت ، وها هو يتوهم مجدداً بأنه يستطيع اختراع لعبة سياسية للتهدئة والالتفاف على مطالب الكرد وتمييعها .
برهم صالح كان له بيت خلفي يأوي اليه ساعة اشتعال النيران في بغداد كما فعل طوال الشهور المشتعلة في ثورة تشرين ، اليوم تشتعل النار ذاتها في السليمانية ، فإلى أين يأوي ويلجأ، هل يستجير من الرمضاء بالنار؟
تُقرأ مواقف برهم صالح على انه ورقة سد الفراغات وتلبية مطالب الفرقاء ، ونجح مع الموالين لايران بعض الوقت لكنه اليوم امام استحقاقات الارض التي خرج منها وما عاد اليها بمنجز اثناء تمثيله السياسي في العاصمة حتى قبل ان يصبح رئيسا للجمهورية. كاد يكون اكثر السياسيين تحاشيا لذكر ملفات الفساد وادانتها، لذلك بقي في نظر شباب انتفاضة تشرين رمزا من رموز الطبقة السياسية الفاسدة، سنية وكردية وشيعية على حد سواء.
واثار “برود” برهم صالح وصمته إزاء عمليات العنف التي أدت الى وقوع عدد من الشهداء في صفوف المتظاهرين، الاستياء ، سيما وانه لم يذكر الشهداء والضحايا في بيانه.، وليس له سوى رائحة الخذلان والفشل .
وتتواصل حصيلة الضحايا في صفوف المتظاهرين الأكراد اذ أسفرت الاشتباكات الأخيرة عن مقتل عشرة متظاهرين بعد إصابتهم بعيارات نارية على وقع احتجاجات تندد بالأحزاب الحاكمة في الإقليم. الامر الذي اضطر السلطات الكردية الى حظر امني للتظاهرات.
وذكرت المصادر أن الحراس المسؤولين عن حماية مقرات الاحزاب أطلقوا الرصاص على واحد من المتظاهرين ليقتل فورا، في المظاهرات التي اجتاحت بلدة تكية، غربي مدينة السليمانية.
وعلى ضوء هذه الاحداث، كشف عضو برلمان اقليم كردستان، سيروان بابان عن ان القنابل المستخدمة ضد المتظاهرين تستخدم لصيد الحيوانات المفترسة، وتؤثر على دماغ الانسان.
وقال بابان في تصريح صحفي ان القنابل المستخدمة ضد متظاهري اقليم كردستان ليست مسيلة للدموع، وانما قنابل تستخدم لصيد الحيوانات المفترسة ومنها الاسود، وتؤثر على دماغ الانسان.
وأضاف النائب، ان مشكلة شعب الاقليم ليست الاموال فقط وانما هناك فوارق طبقية بين المجتمع الكردي، حيث ان اصحاب الشهادات العليا وخريجي كليات الطب والهندسة في الاقليم بقوا عاطلين عن العمل، بينما الاميون من المنتمين للاحزاب يمتلكون الوظائف والمناصب في الاقليم.
عذراً التعليقات مغلقة