* المجنون *
نص نثري
هشام عبدالكريم
شاعر من العراق
لم اكن مجنونا ً
هذا ما أراه
أمّا هم
فيرون
انّ كيل َ جنوني
قد طفح كثيرا ً
منذ قهقهتي العالية
التي أطلقتها
أمام صورة المسؤول
في سوق الخضار
هم لا يعرفون
لِمَ قهقهت ؟
وحدي انا الذي
كنت اعلم بذلك السر
وهو بسيط جدا
فقد كنت اقارن
بين الصورة
وأكوام الخضار المستورد
واردت ان اقول له
من خلالها بتهكم :
مالذي جاء بك
بين الغرباء
من الطماطم
والسبانخ واليقطين ؟
اما تعلم ؟
انها أشياء اجنبية
وانت مسؤول عربي
حد النخاع !
اختصرت ذلك كله
بقهقهة
لم يفهمها إللاي
ومرة اخرى
ضحكت بخجل
وأنا أرى
إلى المسؤول نفسه
وقد أخفى
حذاء ً متهرأ ً
تحت جمجمته
لم يرَ ذلك الآخرون
امّا أنا ، فقد رأيته
بكل وضوح
كان يشبه
حذاء أبي ( القاسم الطنبوري )
لذا لم أفكر بخلعه
من جمجمته
لأنّه حتماً سيعود
وضحكت قبل أيام
وأنا أصغي لخطابه
الضاج بالاخطاء
والواضح بكذبه
ضحكت لكُل جملة قالها
كان الخلق
ينظرون إلي بدهشة
لا تخلو من التأسف
على شبابي
وكنت أنا
أنظر إليهم
بقلب يُعتَصَر ألما ً
وأخيرا ً
كانت آخر ضحكة لي
بعد أن رأيت
ألسنة الناس
ملتصقة
بسقوف أفواههم
ضحكت بمرارة
تسع العالم
بعد أن أيقنت
بأنّ ألسنتهم
التي تبدو
كأفراخ العصافير النائمة
لن تتحرك من سباتها
إلا بمعجزة من السماء .
الموصل ٥/١١/٢٠٢٠
النص خاص لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة