قصيدة غزل كردية
محفوظ مايي
ترجمة: بدل رفو
الهائمة
1
إيه ايتها الهائمة
بقيت هائماً
في رحلة عشقك
كطائر قادم من الأعالي
متجها صوب الارض
من دون اجنحة هوى
بين ثنايا الهموم والمكابدات
كناسك…
غيّر اتجاهه من المسجد
صوب دير واحاله
بيت عشق
واضطجع فيه.
2
حدقي فيّ ايتها الهائمة
فخرجت من فجر اليأس
وانطلقت…
الرحيل يلتهم خطواتي
في هذه المدينة الساهدة
فلا الرحيل يغدو
ولا عدم الاقامة تروح
فأزمع الذهاب
من اجلك
من اجل البقاء مع الهوى
لترديد الاحلام
لعتباتنا
من اجل فطام اطفالنا
لأجل تلك الاماسي
التي غمرتنا بالطمأنينة
في غربتنا.
3
رحيلي ..
لأجل مصالحة وتوافق
بين الريح والثلج
لأجل عودة القلب الحرون
لتحرير العصافير
من اقفاصها
صوب سماء الحرية والغناء
رحيلي..
من اجلك
لمعرفة الهوى والعشق
لأقاصي دنيا الوحدة
في تلك الغربة
ستتعرفين على عشقي لك
ومن جديد
ستلحقين بهواي
وتقدمين نفسك
من تكونين.
4
لاتقولي اين المسير
فاعلمي من قماط الهوى
داخل نواة روحي
خلفت ورائي
نفساً عميقاً
من عشق خاو
انطلاقتي كانت
لاجل ان تشعرين
داخل فراغ تلك النسمة
بعشقي
وكي تعلمين مدى هواي لك
ولتكوني بانتظار
عودتي في الاماسي
لاجل ان تألفي انت
عتبات ذكرياتنا
بين حنايا الشعر.
5
اذا غدوت
اصطحبت معي زنزانة
الشك
وابقيها في بيداء الوحدة
لتكشر الذئاب المحيطة بك
عن انيابها
وتفترس الفراغ
حين كنت اخبرك.
حذار…
فالذئاب تعوي من حولك
كنت تقولين لي
بانه صوت المؤذن
رحت لأبقى
عواء الذئاب
لأسفار اليم المدلهم
الايام سوداء قاتمة
لمن كانت قلوبهم
اكثر اسودادا من عباءاتهم.
6
ذهبت كي اخلف لك
ورائي ربيعا.
وفيه..
كي لا يعود عواء الذئاب
في نظرك صوت ناسك
وتخفين به
وفيه تلمحين الوان الورود
الزاهية
والبراعم دون اشواك
واعقب خلفي
اوراقاً بيضاء
كي تنقشين فيها مذكراتك
من دوني
واترك على نافذتي
بيتنا المهدم وردتين
لك.
كي تتنفسين من خلال عبيرهما
وكي تبصرانني
في عينيك
وبعدئذ…
ساترك لك
عيناي
كي تغدوان لك
نبع ربيع
وترين عبرات الذكرى
ساترك لك
صورة لي
في خضم ذكرياتك
لكي ترمقي المي
ووجعي
وساترك نفسي لك
موجة من صوتي
في الحان اغنية احببناها معا
كي تحسين بي
عندما تمتزج الاغنية
بامواج الروح.
7
انطلقت…
فانتبهي
لنفسك
كي لا تغرقين في يم خيالاتي الراكدة
واعتن بالوردتين
كي لا تذبلان
وتترعرعان دون اشواك
واحذر من ذكرياتنا المرة والحلوة
فانها قوت لوجودنا
وانتبهي لصوت الباب
كي لا يخدع خطواتي
واحذري من مرآة غرفتك
خشية ان يريك
صوري القبيحة
وانتبهي لشجرة الرمان
وزهور الروض
وبراعم الصباح
كي تجددين ايامك بها.
ـــــــــــــــــــــــ
الشاعر في سطور:
ـ مواليد 1956 ،منطقة البرواري ـ كردستان العراق
ـ ترك مقاعد الدراسة في معهد الادارة ،بغداد والتحاقه بالثورة الكوردية
ـ عضو اتحاد الادباء الكورد ـ فرع دهوك
ـ عضو نقابة صحفيي كوردستان
ـ نشر عدة دواوين شعرية ومنها ( انا والليل والصمت)،الانسان الجديد ـ جبال ناطقة)
ـ نشر نتاجا كثيرا في الصحف والمجلات الكردية في كردستان والسويد حيث قضى في المنفى سنوات طويلة
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة