بقلم المراقب السياسي
يبدو انّ ايران راجعت نفسها كثيرًا، وانّ الرد الذي صدر عنها في قصف الامريكان بعد اعلامهم المسبق طبعا في قاعدة عين الأسد العراقية لم يكن مجديا في اعقاب مقتل الجنرال قاسم سليماني. ذلك ان ايران اليوم وهي تمسك بورقة اغتيال عالمها لنووي المهم محسن فخري زادة تتريث كثيرا قبل ان تمضي في حرقها من دون اثر يعود بالنفع الداخلي لها .
لقد استنفدت غرضها الدعائي الاضطراري يوم اغتيل سليماني، واليوم لابد ان تجيد ( حلْبَ) هذا المكسب الذي جاءها عبر اغتيال زادة ليحرك المياه الراكدة التي لا يكفي مجيئ جو بايدن وحده لتحريكها في الملف النووي وملف العقوبات الامريكية التي يلتزم بها الأوربيون ايضاً .
ان ايران تدرك مأزقها في ان جو بايدن ملتزم بالمطالب الثلاثة وهي الاتفاق النووي مع ملف الصواريخ ثم الاستقرار بالمنطقة ، وهي ملفات قابلة للتفاوض والمرونة باستثناء الصواريخ حيث تمثل روح قوة ايران ومن دونها سوف تكرر خطأ صدام حسين الذي تخلى عن سلاح الصواريخ وارتكب احد اخطائه الفادحة من دون مقابل يعود بالنفع عليه .
لذلك تسعى ايران لكسب معركة تخفيف العقوبات عبر منح الاوروبين استثناءات للعمل مع طهران ماليا، ولم تقل ايران رفع العقوبات الكامل لانها تدرك مستوى التفاوض الان ، لاسيما بعد مكالمة وزير خارجيتها جواد ظريف امس مع وزير خارجية الاتحاد الاوروبي الذي وعد بعقد اجتماع لاعادة الحياة للاتفاق النووي .
ايران تحاجج وتلوح بالتهديد الذي ادركت انه اقوى من تنفيذ التهديد، وهي تلعب تقاسم الأدوار داخليا بين الحكومة والبرلمان في طبيعة الرد، من اجل الغنيمة الأكبر وهي رفع العقوبات الامريكية ، بجدول تخفيف واضح في حدود شهرين كما أعلنت امس ، حيث
أقر مجلس صيانة الدستور في إيران تشريعا يسمح بوقف عمليات التفتيش التي تجريها الأمم المتحدة لمواقع نووية وبرفع مستوى تخصيب اليورانيوم.
ويلزم التشريع الحكومة باستئناف تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20٪ – وهو معدل أعلى بكثير من نسبة 3.67٪ المتفق عليها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 – وذلك في حال لم يتم تخفيف العقوبات على إيران في غضون شهرين.
وأعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني، في وقت سابق، عن معارضته لهذا التشريع. فيما لا يتكلم المرشد الأعلى علي خامنئي ، لأن كلمته هي الفيصل ، تاركا اللعبة تأخذ مداها، في التأثير على رئيس امريكي مقنن جديد ، وزعامات أوروبية. مرعوبة من اثار الازمات الخارجية بسبب أوضاعها الداخلية القلقة.
عذراً التعليقات مغلقة