بغداد- ابو زينب المحمداوي -قريش- اسطنبول – الرياض – خاص
تعاني القوى العربية السُنية المشاركة في العملية السياسية في العراق، من مشكلات داخلية جديدة عدة تتمثل بتناحر على الزعامات والاموال فضلا عن العزلة المجتمعية، ويتجلى مأزق هذه المسميات السياسية محليا بسبب انحدار شعبيتها ومصداقيتها بين مواطني المكون السُني لاسيما في الموصل وتكريت، واقليميا بسبب انهيار الدعم السياسي والمالي من الدول المهتمة بالشأن العراقي، اذ كشف مصدر سياسي لمراسلة صحيفة قريش في إسطنبول عن ان سياسيي”العرب السُنة من مدمني التمويل الخارجي يعانون صدود الممولين العرب في الخليج، فضلا عن تركيا”.
وقال المصدر ان هؤلاء السياسيين بدأوا في تطبيق خطة جديدة تعتمد على التمويل بالوعود لحملاتهم الانتخابية ، مع وعود للمرشحين في قوائمهم بأن يتم دعمهم بمشاريع مقابل الاعتماد على تمويل ذاتي في الحملات الانتخابية .
وكشف المصدر للصحيفة عن ان “رئيس الجبهة العربية، أسامة النجيفي يتلقى تجاهلا واضحا من تركيا، لاسباب عديدة منها فقدان القيادة التركية الثقة به بعد احتراق ورقة اخيه كمحافظ سابق للموصل ورفضه من قبل حلفاء العملية السياسية التي كانت تركيا حريصة على استمرار دعمها وفقا لاستحقاقاتها المقرة من بغداد، وكذلك ، بسبب ما اظهرته التجارب الاخيرة من ضعف قيادته، وانحسار شعبيته، وهو ما برهنت عليه الانتخابات السابقة، وعدم قدرته على إدارة ملفات المكون السني، وجعله اهالي الموصل يعيشون الاحباط والاستياء وهي النتيجة التي لم تتح لتركيا تمهيدا مناسبا للوصول المريح للموصل ..
وقال المصدر ان الاجهزة التركية رفعت الى الرئيس رجب طيب اردوغان مذكرة حول ضعف النجيفي في ايجاد حلفاء من قوى المجتمع في الموصل وحولها ، وعدم انتاج قيادات موصلية من الكفاءات ذات الثقل الاعتباري ، كما اوجزت الاجهزة الرئيس التركي حول تغير جوهري في دور العوائل في الموصل على الصعيد السياسي وانتقدت تكرار رؤية الخمسينات ومحاولة بعثها بطريقة لا تراعي التطور في القرن الحادي والعشرين. .
وينقل المصدر المطلع عن جهة تركية ذات نفوذ بملف الموصل ، ان اسامة النجيفي شخصية متزنة كان من الممكن ان تكون مرتكزا لتركيا في العراق على نحو غير مباشر ، لكن عيبها الاساس عدم الانفتاح وتوسيع دائرة قيادة تشكيلها السياسي خارج المستوى العائلي الضيق ، وهو امر تجاوزته تطورات وضع الموصل منذ زمن بعيد ..
فيما يمضي احمد الجبوري ابو مازن محافظ صلاح الدين ، المعاقب من قبل الولايات المتحدة الى شراء مبكر للحلفاء من اجل سحب البساط من تحت الصاروخ السُني المدعوم من ايران محمد الحلبوسي. ويحاول ابو مازن اقناع بعض الوفود الشيعية التي تزوره ومنها قيادات حشدية بضرورة ازاحة الحلبوسي وعدم التجديد له لكي يتم اقناع جمهور السُنة بحدوث التغيير . في حين لا يزال ابو مازن في منصبه منذ اكثر من عقد من الزمان .
ابو مازن تحدث في مجلس خاص انه بصدد اعادة احياء التحالف مع نوري المالكي وحزب الدعوة، لاسيما تيار الصقور فيه ، لضرب مراكز القوى المنصبة لدى سياسيي السُنة
ويضاف سبب آخر لهذا التجاهل الاقليمي لسياسيين لم يعد لهم رواج في تركيا او السعودية، وهو التقارب الايراني التركي في ملفات عدة، الأمر الذي قلّل من رغبة تركيا في اعادة الكرة الفاشلة في دعم النجيفي لاسيما بعد فشله الكبير في الانتخابات الماضية.
كما ان السعودية وجدت ان التنسيق مع اقطاب الحكم الشيعي هو مفتاح الدخول الئ العراق وليس طبقة السياسيين السنة الذين الحقوا بالسمعة السعودية السوء .
المصدر اكد على ان رئيس المشروع العربي خميس الخنجر لا يزال يناور بالورقة القطرية، في خضم انشغالاته لاخراج مأزق قناته الفضائية الجديدة الممولة من قطر بعد ان فشلت في ان تكون الشاشة الاولى في العراق كما وعد القطريين برغم التمويل العالي، لكن تركيا باتت ايضا تحجم عن دعمه، ولا تعير له اهمية كبيرة ، كونه محسوبا على خط داود اوغلو، الخصم الكبير لاردوغان في الوقت الحاضر.
في غضون ذلك يتحدث الخنجر عن نيته بحسب المصدر ، دعوة هادي العامري الى تركيا للتباحث في شأن الانتخابات وتسليط الضوء عليه في قناة ولده ايضاً. غير ان مصدرا شيعيا قال ان العامري ، داهية اقطاب السياسيين الشيعة لن يحرق مراكبه قبل ان تنزل في البحر وتصل الى ساحل الأمان.
المصدر أوضح أيضا ان هناك استجابات مختلفة وباهتة من القوى السياسية السنية ازاء التحالف مع رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم الذي يتبنى قائمة عابرة للطائفية، على أمل الخروج من نفق الزجاجة الذي يضيق على القوى الشيعية بشكل خاص في الوسط والجنوب، وعلى القوى السنية في مناطقها، فيما التوقعات تشير الى ان الحكيم لا يمتلك فرصة النجاح في مشروعه الجديد، وليس من امل في هذه الاتجاه.
التطور الجديد، يتزامن مع اسدال القوى السنية المؤتلفة في الجبهة العراقية، الستار على معركتها لاقالة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، بعدما فشلت في تحقيق ذلك، فيما اعتبرت تحليلات ان احد أسباب الفشل هو اللهاث وراء المصالح الشخصية، والصفقات المالية التي تخللت ذلك، والوعود بالمناصب.
وبدأت الصراعات بين القوى السُنية تستفحل للسيطرة على المنصب الأهم وهو من حصة السُنة في التقاسم ، رئاسة البرلمان.
عذراً التعليقات مغلقة