حوارُ مع البحر
عفاف التائب
شاعرة من المغرب
إذَا صَحَّ تَوْزِيع الْأَدْوَار
سيكتب الْبَحْر عَنِّي
سَيَقُول أَنَّه يابستي الثَّابِتَة
وأني لَه الْمُحِيط
سيتأمل بَسَاتِين القوارب
وتحصي عَيْنِه
حُقُول السَّنَابِل الزَّرْقَاء
تِلْكَ الَّتِي لَا تُزْرَعُ وَلَا تُحْصُد
لَا تَخْضر وَلَا تَصْفَرّ
وَلَا يَرَى
فيها رَأْسٌ عُودٍ الثقاب المشتعل
مَشْرُوع هَشيم
سيبتهي الْبَحْر شِعْرًا
أَنَّهُ فَهِمَ ذَات غُرُوب
أَنَّهُ خَبِر ذَلِك
مِن الْمَلَّاحِين القدامى
وراكبي الْأَمْوَاج والصَّيَّادِين
والغواصين
وأَرْجَح الرِّوَايَات
تِلْكَ الَّتِي لَمْ يَحْكِهَا
الغارقون المهرة
سَيَقُول الْبَحْر أنِّي أبْعَث لَهُ فِي اليوم
ألف رِسَالَة : أَسْماك جَاحِظَة
خَرْسَاء الْعُيُون
إلَّا مِنْ قِصَّةِ لِأَجْلِهِم رَكِبَت الشِّبَاك
لتحكي فِي الْمَوَانِئ
أَنَّهُم مِثْلها
قوتهم فِي سُهُولَةِ مَوْتِهِم
وكَرَامَتَهُم فِي ميتة
لَا تَحْتَاجُ فَصْل الرَّأْس
ولَا شَك الْقَلْب.
إذَا كَتَبْت يَا بَحْرٌ عَنِّي
فَانْشُر قَبْلَ أَنْ يبرد اللِّسَان
لِأُكَذِّبَ أَن حُورِية تسكنني
تغوي الصَّيَّادِين لتلتهمهم
والْأُخْرَى الَّتِي أَحَبَّت أَمِيرًا
لِمَاذَا لَا تكتب يَا بَحْر عَنِّي
مَا يقولني صدقا
عَنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ الَّتِي
قبلت فيها أَنَّ تشطر الْعَصَا صَدْرِي
فَقَط لتَعبر الْحَيَاة
أستحلفك يَا بحر
بالذي لَا أكفيه مِدَادًا لكلماته
وبرمال الشَّطّ بيننا
أَنْ تَقُولَ عَنِّي مَا رَأَيْت
أمْوَاجا وسماءً وَخَطّ أُفُق
والزيادة عَلَى الثلاثة
مِن مُتَلازمة الشُّعَرَاء
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة