رواية مغربية ذات النسغ والبعد المحلي المنفتح على آفاق التخييل الإنساني تفوز بجائزة المغرب للرواية
الرباط – قريش
أعلن الاثنين، بالعاصمة المغربية الرباط، عن النتائج النهائية لجائزة المغرب للكتاب، وفازت رواية “لا تنسَ ما تقول” للرِّوائي المغربي، شعيب حليفي بجائزة المغرب للرواية عن دورة سنة 2020، وبفوز حليفي بأرفع جائزة مغربية، يكون أعلن انتصاره في مشروع كتاباته السردية من خلال الارتباط بالحكاية، ذات البعد المحلي، المنفتح على آفاق التخييل الإنساني والإرث الثقافي الجماعي، والتفاصيل الصغيرة، التي تنبش في التاريخ المغربي الذي لم يعره المؤرخ المغربي كبير اهتمام كتاريخ البورغواطيين الذين أسسوا مملكة في منطقة تامسنا وشخصية مؤسسها وزعيمها صالح بن طريف، وجماعة الحرابلة.
ويشار أن جائزة المغرب للكتاب تمنحها وزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الثقافة – وقد ترأس أشغال اللجن دروتها الحالية عبد الإله بلقزيز، فيما أسندت رئاسة لجنة صنف السرد والإبداع الأدبي الأمازيغي والكتاب الموجه للطفل والشباب لمحمد أديوان.
ومايميز رواية “لا تنسَ ما تقول” الصادرة بإصدار مزدوج مغربي ومصري ، عن نادي القلم المغربي، ودار الهلال المصرية سنة 2019، أنها جامعة لأحداث ومواقف وعاكسة لأوضاع فكرية واجتماعية وحتى استعمارية ، تحتوي في سردها على إشارات متفاوتة، كضجر المثقف من كل شيء. وهي تجربة أخرى في مسار السرد المغربي والعربي الباحث عن خصوصية مرتبطة بالتخييل المحلي المنفتح، وبالمجال الجغرافي بحمولاته الثقافية التي تحولت إلى سرديات غير مغلقة، عبر الاستناد على عنصر المحلية، ثم مدخل الانتساب العائلي أو الرواية العائلية.
هناك شخصيتان تقودان السرد، وترتبطان بمدينة صغيرة اسمها الصالحية، تولد بها الحكايات الصغيرة لشخوص تحيا أكثر من واقع يطبعه الزمن الذي يصبح ملمحا، تسعى الرواية إلى الكشف عن سيرورته التي لا تقطع مع الماضي. إنها احتفاء بالحكاية والمكان والإنسان والخيال الضائع.
ويعتبر شعيب حليفي أحد الروائيين المغاربة الذين أسهموا في تجديد السرد المغربي بنصوص روائية استلهمت “الخيال الضائع” في العوالم الصغرى والهامشية، وخصوصا الشاوية التي اتخذها مرجعا ونافذة سحرية على العالم يمتح منها ما يتحول إلى مدهش وساحر.
ومن رواياته: مساء الشوق ، زمن الشاوية ، رائحة الجنة، مجازفات البيزنطي، أنا أيضا، تخمينات مهملة، لا أحد يستطيع القفز فوق ظله، كتاب الأيام، أسفار لا تخشى الخيال، تراب الوتد، سطات، لا تنس ما تقول.
يشتغل شعيب حليفي أستاذا جامعيا بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ويرأس مختبر السرديات وتكوين الدكتوراه حول السرديات ومنسق ماستر السرد الأدبي والأشكال الثقافية ورئيس تحرير مجلة سرود، أصدر في مجال النقد الأدبي مجموعة من المؤلفات، منها: شعرية الرواية الفانتاستيكية – الرحلة في الأدب العربي – هوية العلامات، في العتبات وبناء التأويل- مرايا التأويل – عتبات الشوق- ثقافة النص الروائي. كما أشرف ونسق لعشرات الكتب في البحث العلمي وفي النقد الأدبي وفي المجال الاجتماعي، وأسهم في التأسيس لثقافة مضادة من خلال إشرافه على أنشطة متنوعة في جغرافيات مهمشة.
عذراً التعليقات مغلقة