لِهذا ألْعبُ دائماً بالكلمات.. قصيدة الشاعر المغربي محمد شاكر

لِهذا ألْعبُ دائماً بالكلمات.. قصيدة الشاعر المغربي محمد شاكر

آخر تحديث : الخميس 17 ديسمبر 2020 - 3:38 صباحًا

               لِهذا ألْعبُ دائِما بالكلمات..

                        محمد شاكر

FB IMG 1604994012533 - قريش
محمد شاكر

شاعر من المغرب       

في المَقهى، مَساءً

لا شيْء يَدلُّ على مَقهى’

يَحْفظ هُويَّة النـُّكـَه ِالقديمة..

لـِتأثيث الرُّوح ِ

يَلزمُني نـِسيانٌ بَعـيدْ

وطِفلٌ يُعاودُ إشْراقـَه..

تطْفحُ نـَشوتـُةُ

من قـَدحَ الصَّباحِ العـَلـيـل.

هـا أنـا ..

أجْـلـسُ عـاريًّا مِـنيِّ

تـَـلـبَـسُني قــَشْعـريرة اغـْتـرابٍ

ولا أحَـد يَـرى عـَوراتـي..

وسُخـرية الـطـفـل الـمـَجـيـد.

لا تكفي ..

الكراسي ..

         والـمَوائـِد ..

                    والأقـْداحُ

لـِيغـْمرَنا نـبْضُ الطـِّفـل..

فـي شُحوبِ حـَيـاة..

وجُـلـوس ٍ بـلـيـدْ.

إلـى أيـنَ، يـا أنـَا الـمـُتـرجـِّلُ

عـنـد مـُفـْتـَرق الـحـَيـْرة..؟

أمامي مَمرَّاتُ لا حـَدَّ لـِتيـهـِها

وعلى جـَنبات الرؤيا..

تـَغيمُ العَلاماتْ..

ويَـسْتــَتـِرُ الـطـفـلُ..فـي غـِيابـِه الـمَـديـدْ.

و مـن كـانـوا مـعـي..

ولـيـْسـوا معي الآن..

لا حَـدَّ لــِضفافِ وهْــمي

حـيـنَ انـْتـَـكـَس الموجُ

وأبـْرقَ الـفـَراغ ُ..

ولـيـس فـيهـم طِـفـلـي الـفـَريـدْ.

وقـْـعُ خُـطـى فـي غــَيْـب الـمَـسـاء

ولا أحَـد يــُفـْـرد،

أو يَـطـوي طــُرقَ الأسـفـارْ..

إلـى جـُـزر الـطـفـلِ..

ويـُشْـعـلُ فـانـوسَ الـنـشـيـدْ.

أجْمعُ الحُـروف ، حَـطـبًـا لـِنار الـنِِّـسيانِ

وتـبـْقى ارتـعـاشـة ُ الـنـّـَص

في مَهبِّ اللامعْـنى..

بــَقـايـا مِـن لـعـبِ طـفـلِ شَـريـد.

لـهـذا..

ألـْعبُ دائـِما بالكلمات..

لعَلي، أ ُدْنـيـني من خـَيالَ الطفلِ

وصَحْوٍ دُماهُ..

لعلهُ ، يَرشُدُ عالمُ الكبارِ.

على وقـْعِ اللـّعـِبِ البَريء.

أقـيـم مـا تــَداعـى’ مِـن رمْـلِ جـِداري

سَـريعـا يـَنهارُ

دونَ بـيـتِ الـطـمأنـيـنـة ِ

لا كـنـز لـي تـحـْـْتـهُ..

ولا طِفـل يـكـورُّ العالـَم

فـي الـفـِنـاء الـقـديـم.

ما زلتُ أخوضُ في وحَلِ الكلام

ولا مـنْ يـُطهـِّر اسْتِعاراتي..

سِواكَ..

 أيها الطفل الذي مَرَّ أمامي.

أشْـرعَ شُـرفـَةَ عـيْـنـيـه ِ

عَـلى لـَواعِـج الـعُـمـر

وخـَلاَّني، أموجُ فــيـهـا..

أتـَرسَّب في ماءِ الحُلم، رغْم جَدْب المَجال.

أعْـلـو عـلى فـَراغِ الـوقـْت

كـأيِّ غــَيْـم..

لـهُ عـلى الأرض ِ سِـربُ ظِـلالْ.

كـأنَّ عــَيــْنـيـه ِ.. يُعادُ رسْمُهما

عـلى مَـشارفِ الـهـَرم

وعَـليَّ أنْ أسْـتـدرك أحْـوالَ الـصُّورة

بإحْساس شابٍ قــَديـم.

لـَعلـِّي أنْـجـو مِـن نـسيـان وَشـيـكْ..

وانـْطـفـاءِ طِـفـلٍ

يـَـلْمعُ فـي مَـرايا الـحَـنـيـنْ.

هـكـذا، أنـا.. إلـى حـيـنْ..

يـَتـسرَّب وقـتٌ لا وقـتَ لهُ

مِـِن بـيْـن أصابـع ِ انـتـظاري

فـي غــَفــْلـة مِـن عُـمـر ٍ

مَهـيـضِ الـجَـنـاحْ..

فـارغ مِـن زَمَـنِ الـطَّـفــِل.

قـالَ لـي الـطـفـلُ

وهْـو يـَنـظـر إلى صورَة لــَهُ، غائمة ْ :

أنـا كـنـتُ أنـا

وصِرتُ الآنَ كـبـيـراً..

كـأنـِّي أنتَ.

قـلـتُ، أنـا:

هـذا شِـعـُـر بــَراءة أولـى’..

تـبـدَّلـتْ عـلى سُـحْـنـَتـها الألـوانُ.

وربَّـما أنـا …

مَـن لا يُـحـسـِن الإمْـسـاكَ

بأطـيـاف الهُـنـيْـهـات.

                                             القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com