لبنى ياسين شاعرة سوريّة.. تلاحق سؤالها، متى ينتهي العطش؟

لبنى ياسين شاعرة سوريّة.. تلاحق سؤالها، متى ينتهي العطش؟

آخر تحديث : الأربعاء 9 ديسمبر 2020 - 2:34 صباحًا

ثمّة كلماتٌ لا بدَّ أن تقال

لبنى ياسين

0 8 - قريش

شاعرة من سورية

ثمّـة عثرةٌ تقف في طريقِ الفكرة

تحول بيني وبينها

لعلها قادمةٌ..أو ربما تنتظرني في مكان ما

تسترقُ النظرَ إليّ من فتحة الباب

ذلك البابُ الموصد بيننا

تتركُ لي ما يثيرُ الشبهة بوجودها

وأنا أركنُ إلى الصمت

أتداولُ فِطرة المعنى

لعلها تصل ..

على ظهرِ تأويلٍ أسأتُ فهمه

على شرفةِ الوهم

أصغي إلى ترّهات السحاب

قطرات المطر سكرى بخمرٍ الخلود

تحتفي بالإنفلاتِ من براثن الغيم

وقد فقدتْ بوصلتها

تتساءلُ فيما بينها وبين نفسها

هل تسقطُ نحو الأرض؟ أم نحو السماء؟

بينما تنهرها الأرضُ برفقٍ :

إلامَ يطولُ الانتظار؟

ومتى ينتهي العطش؟

 لكي تصلَ إلى أتونِ قلبي

 تحتاجُ إلى معجزتين مصلوبتين على جدارِ المستحيل

إحداهما لعبورِ البابِ المغلق منذ عصور

والأخرى لتعودَ إلى زمن المعجزات

لستُ الجميلة النائمة…

لكن قلبي كذلك

عرشي صُدْفة يحملها التأويل

مملكتي كلماتٌ غافية على صدر الوحدة

تسجنني علامةُ تعجبٍ لا سبيلَ لاجتيازها

تقفُ علامةُ استفهامٍ مربكة

حارسةً لبواباتِ الرحيل..

ونوافذ الأحلام المؤجلة

 أي سلطانٍ تملكه أيها الغريب

لكي تفكَّ طلاسم وحدتي؟!

ترتعشُ مرآتي وَجِلةً

وتقرأ تعاويذَ الدهشة

كلما عبرتُها مكلّلة بالصمت

تربكها التفاصيلُ الذابلة ذاتها

تتفرسُ في ملامحي جيداً

وتعجزُ عن إخباري بصدقٍ

هل هذا وجهي؟؟ أم وجهك؟

وهل هي خيبتي…أم خيبتك؟

يا كلأ الماضي السحيق

يا صوتَ الحكاياتِ الأخرس

يا صورتي.. وأنا أكنسُ جدران الذاكرة

لأتخلصَ من لعنةِ التفاصيل

التفاصيلُ التي تصلبني كل ليلةٍ

عند الساعة الثانية عشرة

وتطلقُ سراحي فجراً

متوعدةً إيّاي بالعودة عند حلولِ الظلام

ألأنني لم أتركْ فردةَ حذائي

تركتني الحكاية وحيدةً في مهبِّ الكلمات؟!

ثمة التباسٌ حقيقيٌ يسحقني

هل كانت الحكايةُ في جوفي

 أم كنتُ في جوفِ الحكاية؟

 من منا خرجتْ من رحمِ الأخرى؟

 من منا خلقتْ الأخرى؟

 ومن قتلتْ الأخرى؟

 قالت شهرزادُ باكيةً

 قبل أن تقتلها إشارة التعجبِ ذاتها

على أطرافِ أصابعي

أخطو فوق عقيقِ الصدفة

حافيةٌ قدماي..

تتلمسُ برد الخطى المترددة

الخطى التي لا تدري بأيّ اتجاهٍ تسير

الخطى التي تتخبطُ بين عماها.. وبين جدران الإحتمالات

ظلي يسورني من كلّ اتجاه

يسبقني إلى أيّ مكان..

ويتجاوزني عند كل منعطف

فكيف لي أن أعرفَ من أين يأتي الضوء؟

وأين تكمنُ الإشارةُ المنتظرة؟

لا بأسَ يا صاحبي

لا تدع المعنى يصطادُ ارتيابك

واقلع عن البحثِ ما بين السطور

أنا جملةٌ اعتراضية في نصٍ طويل

فقدتْ شرعيتها عندما عبثتَ بنوايا الحروف

لا ترهقْ نفسك

فما هي على أية حال

إلا كلمات كلماتٌ لا بد أن تقال.

القصيدة  خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com