بقلم: المراقب السياسي
تصدر الامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي المشهد الخليجي في لحظة استعادة الثقة واجراء المصالحة مع دولة قطر ، وهو الأمر الكبير الذي تقوم عليه قمة العلا لدول مجلس التعاون، وذلك من خلال موقع المسؤولية المقتدر وعبر ارادة واضحة المعالم في انجاز تصحيح المسارات واعادة اطراف الصراع الى جادة المسؤولية، عبر النظر العميق لمقدار التحدي الذي قد تكون دول الخليج مجتمعة هدفاً له، بغض النظر عن التمايزات والاختلافات.
من الصعب تجاهل المنحى الشخصي في الاستهداف وتكريس الخلافات الذي ظهر جليا في السنوات الاخيرة ، وهو موجود في طبيعة النميمة السياسية بين عوائل حاكمة كثيرة في دول وامارات الخليج ، وربما كانت نميمة شخصية في بعض الاحيان ساهمت في اقامة اسوار الجليد ، فيما يُظهر
محمد بن سلمان ارادة صلبة في اذابتها وجعلها من الماضي متصرفاً كزعيم يتولى انقاذ المركب الكبير من الغرق من دون أن يلتفت الى اصوات تحيط به من هنا وهناك، ربما كانت تريد وضع المزيد من العراقيل امام عزمه على توحيد الصف الخليجي بحسب مصالح الجميع وعدم الانتقاص من سيادة أحد .
ثمة توافقات وادراكات عميقة تتوافر في قناعة الرياض والدوحة ايضاً في ان المنطقة يجب ان تتجه لاعادة ترتيب الاوليات بما يضمن سلام الخليج وتحييد الخطر الايراني وعدم زج الدول الخليجية في أي احتدام للصراع بين واشنطن وطهران.
إنّ المسوولية الجديدة أمام محمد بن سلمان هي التعامل مع المشهد ومتغيراته بعد ثلاث سنوات من الازمة ، فعقارب الساعة مهما حاولنا لا تعود الى الوراء، لكن يجب ان يتم استلهام نقاط التوافقات التي كانت تقوم عليها العلاقات الخليجية قبل المقاطعة، مع مراعاة المتغيرات الايرانية والتركية كعوامل تأثير في المنطقة.
السعودية فتحت خطاً مع تركيا بما يخفف حدة الازمة التي افتعلتها جماعة الاخوان المسلمين، أكثر من الزعامات السياسية للدول .
ورأينا انقرة ترحب على نحو عاجل بالمصالحة الخليجية.
يجب ان تعالج القمة الخليجية قصور اليات فض النزاعات البينية، والعمل لتطوير الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بما يمنحها استقلالية في التحرك على جميع الاطراف في وقت الازمات ، لا أن تكون مثل دور الجامعة العربية المرتهن بالسياسة المصرية والذي يأتي دائماً بعد نشوب الحرائق، وليس قبل أن تنشب تفادياً لحدوثها.
عذراً التعليقات مغلقة