رياض محمد
في وقت ما من عام 1961 ظهرت ملامح تشكيل يساري بين عدد من قيادات حزب البعث منهم -مع حفظ الالقاب للاختصار – الاساتذة عبد الاله البياتي وصفاء صادق وعبد الامير الشريفي ومحمد الزيدي وهناء الشيباني وغيرهم – حسب رواية علي كريم سعيد. وقد سمى هؤلاء هذا التشكيل حركة الكادحين العرب.
وقررت قيادة علي صالح السعدي حينها فصل هؤلاء ومعاقبة اخرين.
وبعد ذلك انضم اخرون لهم مثل الاساتذة قيس السامرائي ووثاب السعدي ومحمد حسين رؤوف وحبيب الدوري وسعيد الرهيمي وطارق الدليمي ومحي السامرائي وعبد الجبار محسن وفالح عبد الجبار.
وفي ايار 1963 اعتقل الحرس القومي عبد الجبار محسن وفالح عبد الجبار وقيس السامرائي ووثاب السعدي ومحمد حسين رؤوف وحبيب الدوري ومحي السامرائي وعبد الاله البياتي.
وبعد 18 تشرين 1963 انضم اخرون لهذا التنظيم الذي اصبح اسمه حينها المنظمة العمالية الثورية مثل الاساتذة درع السعد ومحمد الطائي وعبد الحمداني ومحمود حياوي ومجيد السعد وكامل مدحت وعبد الامير معلة وحازم النعيمي وصباح نعمة وحميد جمعة.
تلاشى هذا التنظيم بعد ذلك لكنه واعضائه تركوا اثرا مهما في الحياة السياسية العراقية والعربية ايضا.
فالتحق بعض من قياداتهم وكوادرهم بالحزب الشيوعي وخصوصا جناح القيادة المركزية مثل حازم النعيمي وصباح نعمة وحميد جمعة ووثاب السعدي وفالح عبد الجبار وسعيد الرهيمي.
كما التحق قيس السامرائي وهناء الشيباني بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولا يزال قيس قياديا فيها واستشهدت هناء عام 1970 في عملية اغتيال اسرائيلية.
والتحق محمد حسين رؤوف بالحركة الاشتراكية العربية واصبح احد قياداتها.
ومن هؤلاء ظهر فالح عبد الجبار الذي اغنى المكتبة العربية بدراسات ممتازة عن العراق واحواله الاجتماعية والسياسية.
كما ظهر من بينها ايضا شخصيات ارتضت ان تكون من مداحي صدام مثل عبد الجبار محسن وعبد الامير معلة.
ما يؤسف له ان هذه الحركة المهمة بامتداداتها وتأثيراتها لم تحظ ابدا بتأريخ مفصل يوثق لها. فلم نر كتابا واحدا عنها وان ذكرت هنا وهناك في عدد غير قليل من الكتب والدراسات.
ما يزال العديد من قياداتها على قيد الحياة وبعضهم كتب ويكتب عنها مثل عبد الاله البياتي واخرين مثل وثاب السعدي وطارق الدليمي وقيس السامرائي وغيرهم.
كما كتب الاستاذ كامل عبد الرحيم مرة عنهم او عن ظاهرة التحول الى اليسار ومنه بشكل عام في مقال اسماه المتحولون.
كم اتمنى ان يؤرخ احد اعضاء هذه الحركة لها بكتاب او دراسة لتكون مرجعا لنا جميعا عنها…
عذراً التعليقات مغلقة