استقالة السلاوي، ليو جينغ تشن …وآخرون!

آخر تحديث : الجمعة 15 يناير 2021 - 11:01 مساءً
استقالة السلاوي، ليو جينغ تشن …وآخرون!

عبدالحميد جماهري (*)

0 3 - قريش
عبدالحميد جماهري

من بين كل الاستقالات التي حدثت في الأسبوع الجاري، لعل استقالتين اثنتين، هما اللتان استأثرتا أكثر بالعناية التواصلية لعموم سكان الأرض، ومنهم سكان المغرب الدائمون!

الأولى في أقصى الشرق

 والثانية في أقصى الغرب. 

بَيْد أنهما التقتا في مسمى واحد هو المشترك الوبائي في كوفيد المتحارب ضده عالميا.

 في الشرق البعيد، ومن بلاد امبراطورية الشروق، استقال «ليو جينغ تشن،» ولم يعد رئيس مجلس الإدارة في الشركة الدولية الصينية «سينوفارم»..

 وفي الغرب من امبراطورية الغروب، استقال منصف السلاوي، العالِم المغربي الذي قاد البحث عن اللقاح ونجح فيه .

في الاستقالة الأولى نحن معنيون، كمغاربة.

وفي الثانية أيضا….

 تساءلنا :ما معنى الاستقالة في عزالوباء، وبحثنا عن سبب ما قد يكون غير معلن، سبب آخر غير ما يجتهد السياسيون عادة، وأرباب المؤسسات في حبكه لكي تظل المؤسسات قائمة، وملتفة على غموضها ويحمل الذاهبون بأسرارهم معهم..

من طرف الأرض إلى طرفها الآخر، وجدنا أنفسنا كمغاربة نسأل عن مصير المغربي منصف السلاوي، المستشار الرئيسي لعملية (راب سبيد) الخاصة بتطوير اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة، بعد أن علمنا بأن استقالته جاءت بناء على طلب من الإدارة الأمريكية المنتخبة.

وكان مقلقا أن يطلب منه الرئيس الذي لم يبدأ رئاسته بعد، أن يغادر قبل وصوله بيته الأبيض الدافئ.

وسيغادر العالم المغربي-الأمريكي منصبه في غضون شهر واحد، بعدما «قاد الجهود غير المسبوقة للحكومة الأمريكية لتطوير لقاح آمن وفعال ضد فيروس كوفيد-19»،كما وعد بذلك … قبل نهاية 2020.

وتقول قصاصات الأخبار إن «الدكتور السلاوي، كان قد أعلن في وقت سابق عزمه على الاستقالة بمجرد وصول لقاحين وعلاجين لكوفيد-19 إلى الأسواق، وهو ما حدث بالفعل الشهر الماضي مع إقرار السلطات الصحية الأمريكية للقاحي موديرنا وفايزر، إلا أنه أكد خلال أسبوع إقالته رغبته في البقاء بمنصبه من أجل ضمان استمرار العملية بشكل جيد خلال الفترة الانتقالية».

من طرف الأرض إلى طرفها الآخر، وجدنا أنفسنا كمغاربة نسأل عن مصير المغربي منصف السلاوي، 

وبالرغم من أن سرعة تطويرلقاح تحت إشراف الدكتور السلاوي، تجاوزت التوقعات، حيث تم الترخيص بالولايات المتحدة للقاحين بفعالية بنسبة 95 بالمئة في أقل من سنة… فإن صرفه عن المهمة، كان أول قرار لرئيس لم يأخذ كل سلطاته!

طريقتنا في التفكير، المانوية، (والبينومية)، تميل إلى بلاغة قصيرة تقول كل الشك الذي نختزنه:السلاوي المغربي عينه ترامب، وأقاله خصمه بايدن!

وذلك كاف لكي نسبح في سديم من التهيؤات والفرضيات الغيبية في عز العلم.

وبالرغم من أن القضية علمية، فقد شوشت السياسة على ثقتنا في مصير السلاوي! 

الدرس هنا أن السياسة، قد تصير عنصر تشويش على العلم أحيانا، بالتفسير أوبالتغيير، علما بأن القرار يبقى قرار السياسي أولا وأخيرا!

واستقالة المسؤولين الصينيين الكبيرين في سينفارم.. جاءت لتذكرنا بأن المجتمع البشري يتابع التطورات الخاصة باللقاح، عند العلماء وفي مصيرهم، وأن النتيجة الأولية،بالرغم من طابعها غير العلمي عند الكثيرين من أنصار نظرية المؤامرات، هي أن الحكومة العالمية توجد في المختبرات ..!

وليس في بنايات القرار السياسي أو الحكومي.

وكان لافتا أن الشركة الصينية قدمت تفسيرا وتطمينات للبورصة في هونغ كونغ، في حين كان حظ البشرية الأخرى، الباقية المترقبة، هو »أسباب شخصية دفعت المسؤولين إلى الاستقالة.…

والحق في تفسير الاستقالة عند العلماء ومخترعي اللقاحات صار، هنا حقا كونيا!

دليلنا أن استقالات كثيرة حدثت في نفس الأسبوع، ولم يكن لها ما كان لهاتين الاستقالتين من صدى ومن أسئلة..

في استوانيا والكويت وإيطاليا والولايات المتحدة والنمسا

هناك استقالات سياسية

وأخرى أخلاقية

 وثالثة علمية

 ورابعة تدبيرية .. 

 وتراها استقالات مرت علينا مرور الصمم..

في زمن آخر، كانت هناك استقالة من بين كل هذه الاستقلات التي تثير شهية التعليق،وتسترعي الانتباه، وهي استقالة وزيرة العمل والعائلة والشباب في النمسا كريستين أشباخر بعد سنة من تسلمها مهامها، غداة …«اتهامها بسرقة أعمال جامعية عدة»!.

و قد اتهمت الوزيرة البالغة 37 عاما بـ”السرقة الأدبية واستخدام اقتباسات مغلوطة وجهل أصول اللغة الألمانية” في أطروحة الماجستير التي قدمتها في 2006، على ما ورد في مدونة الخبير المتخصص في رصد عمليات التزوير في الشهادات الجامعية ستيفان فيبر.

وهي نالت شهادتها الجامعية بدرجة “جيد جدا” من جامعة العلوم التطبيقية في فينر-نويشتات قرب فيينا.

لولا اللقاح، ولولا الاستقالات ذات الصلة به، لكنا واسيناها

ونصحناها بأن تجد دولة أخرى لا ترى مانعا في السرقة،

أدبية كانت أو سياسية أو مالية،دولة لايخجل فيها الوزير إن هو سرق عرق العاملين عنده ،وأصبح وزيرا للعمل مثلها.

 ولنا في كل الأخبارأعلاه ،ما يتبين من خلاله أن الحضور العلمي قد تزايد في الفضاء العمومي بشكل أصبح معه، من المألوف أن نتابع أخبار العلوم أكثر من أخبار السياسة، العلماء أكبر من الساسة والوزراء..

وحتى أن بعض رجال السياسة صاروا يستنفرون قرابتهم مع العلميين من أجل حضور أبرز في المشهد العام.

وحتى أن العلم صار أحيانا مرادفا للسياسة

أو أعلى منها كما هو حال المرحلة التي نعيشها …شرقا وغربا.

وهناك شعورممض، بأن أي قرار يمس السلاوي أو ليو جينغ تشن

، يمسنا مباشرة، في هذا الجوار بين الإنسان العادي، في ربوع الكون وعالم لا يعرفه ولا يشاركه فضاءه المعيشي، لزن العلاقة صارت شبه وشيجة فيزيقية، بفعل التقلص الذي أصاب كرة الأرض… بسبب العلوم أولا، وبسبب تراجع المشترك السياسي ثانيا.

وتلك قصة أخرى..

(*) مدير النشر والتحرير – يومية جريدة الاتحاد الاشتراكي المغربية 

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com