د. إبراهيم حمّامي
- في تعريف اغتيال الشخصيةCharacetr Assissnation” “هو الجهد المتعمد والمتواصل لتدمير سمعة ومصداقية شخص بعينه” – وينطبق ذلك على الجماعات والمجموعات أيضاً
- وهي محاولات تستهدف أناس ناجحون أو لهم تأثير أو يحدثون فرقاً في الحياة وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لأعداء الحقيقة والحرية
- وفي قول شهير: أنهم يحاولون قتل الحقيقة فعندما يفشلون يحاولون اغتيال صوت الحقيقة
- هذا تماماً ما تقوم به مؤسسات رسمية تتبع أنظمة قائمة تسخر موارد البلاد في تتبع ومحاولة الاغتيال النفسي والمعنوي لكل من يشكل خطراً ليس أمنياً بل فكرياً عليهم خشية انفضاح أمرهم
- هذه المحاولات ليست جديدة لكنها وضحت أكثر خلال السنوات اثلاث الأخيرة مع ظاهرة ما يسمى بالذباب الالكتروني وهم مجموعة مسيرة تماماً تأتمر بأوامر مشغليها ويجمعُها حقد دفين والغاء للعقل وبذاءة غير مسبوقة
- وفي محاولات اغتيال الشخصية يتم التركيز على شخص محدد تبدأ ضده محاولات التشكيك بأخلاقه، مصداقيته، خلفيته، تاريخه، أسرته، ذمته وغيرها من أساليب التشويه والشيطنة
- ولتوضيح الفكرة أبدأ بنفسي بعرض المحاولات التي تمت معي شخصياً وعلى مدار سنوات وسنوات لأني عارضت سلطة أوسلو وفضحت رموزها بالتوثيق والتدليل على ما أعرض
- فقد نشروا كماً هائلاً من الأكاذيب تناول كل شيء، تناقلته مواقعهم الرسمية وغير الرسمية على أنه من المسلمات، ليجتره أتباعهم ليل نهار عسى أن يصبح حقيقة لدى الجمهور، بل وصل الحد لتأليف الأغاني والأناشيد – “تفشر يا حمامي تفشر” أشهرها – وفتحت قنوات تلفزيون فلسطين في موجة مفتوحة ليتصل سوائبهم لشتمي على الهواء مباشرة، أصدروا البيانات، ونشروا التهديدات!
- ومما نشروه:
- ولد لأبوين من علاقة غير شرعية (افتراء وسقوط أخلاقي يميزهم)
- اغتيل والده في عمان – الأردن (لم يزر والدي عمان في حياته وتوفي رحمه الله في بيروت)
- أخواته يتسكعن في بارات لندن (لا أخوات لدي!)
- ممنوع من ممارسة الطب في بريطانيا (أعمل دوام كامل حتى اللحظة في مهنتي في واحدة من أكبر العيادات)
- يتلقى 15 ألف دولار شهرياً من المخابرات البريطانية (لم أفهم لماذا بالدولار وليس الاسترليني طالما المخابرات بريطانية)
- هناك 16 شخصاً يكتبون باسمه وليس شخص واحد (هذا في الحقيقة مديح)
- رُفعت قضية تحرش عليه أمام المحاكم في بريطانيا (نشرت التفاصيل لهم وطالبت بالصحيفة التي ادعوا نشرها للخبر – لا رد)
- اختلس 600 الف دولار من التبرعات في اليمن (لا أعرف ما علاقتي باليمن)
- سبب كراهيته لفتح أن أبو جهاد صفعه عندما كان طالباً للطب في باكستان (لم أزر الباكستان في حياتي وتخرجت من ليبيا)
هذه بعض من الافتراءات ولي عودة عن كيفية مواجهتها
مذيعو قناة الجزيرة ومع فرض الحصار على قطر عام 2017 تعرضوا أيضاً لذات المحاولات من اغتيال الشخصية:
- الاعلامي جمال ريان تعرض وما زال لهجوم متواصل من الذباب الالكتروني بسبب موقفه من الانقلاب في مصر وحصار قطر، يرتكزون في هجومهم على أكذوبة وافتراء حول تاريخ والده رحمه الله وأنه باع أرضه في فلسطين، سجلوا ما أسموه وثائقياً، ليجتر هذا الافتراء قنوات تابعة لهم خصصت برامج بأكملها للحديث عنه ونشر الافتراء لحرقه واغتياله كشخصية إعلامية، لكن جمهوره لم يتأثر بهذا الانحطاط الفكري والاخلاقي والافتراء والبهتان
- الاعلامية غادة عويس بدورها وبعد عملية قرصنة واختراق لهاتفها وخصوصيتها ونشر صور اعتبروها مسيئة ومخلة بعد إضافة قصص وروايات ساقطة لا اساس لها تعكس أخلاقهم، ما زالت تتعرض لهجوم متواصل من قبل مواقع وحسابات لا حصر له على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أن الصور بحد ذاتها – دون الكذب الذي أضافوه – لا يوجد ما يُشين فيها، فهي صور شخصية خاصة قد يمتلكها أي منا
- ثم زادوا عليه افتراء آخر عن خلاف حاد مع الاعلامية علا الفارس وهو ما تم نفيه جملة وتفصيلا
- اليوم تحديداً ومع المصالحة الخليجية ترك الذباب الالكتروني ما يجري ووجهوا سهامهم نحوها مكررين ذات العبارات في تناغم موجه أساسه قصة ” الجاكوزي” إياها
- لكن الصادم بالنسبة للذباب ومشغليه هو حجم التأييد والتضامن مع الاعلاميين ورفض محاولات التشويه والاغتيال لشخصياتهم
حقيقة الأمر أنهم حتى رغم فشلهم في تحقيق غايتهم لأنهم عادة ما يستهدفون من أثبتوا أنفسهم وتأثيرهم في محيطهم ودائرتهم، بمهنية ومصداقية كبيرة هي سبب استهدافهم بالأساس، إلا أنهم يحاولون تحقيق الحد الأدنى من هجومهم واستهدافهم:
- التفرد بشخص بعينه دون الباقين والتركيز عليه مما قد يؤثر على أدائه وربما ثقته بنفسه
- تشتيت جهد المُستهدف عبر محاولة الرد عليهم والدخول في سجالات شخصية مطولة
- نقله لدائرة الدفاع عن النفس في تفنيد أكاذيبهم
- تنفير المتابعين بسبب البذاءة وقلة الحياء والأدب فيما يستخدمون من عبارات
- تأثر بعض الجهات ومحاولة النأي بنفسها عن الجدل المحتدم مما قد يتسبب بعزل المُستهدف
- وغيرها من الآثار المصاحبة لفعلهم واستهدافهم
وبالعودة لكيفية مواجهة هؤلاء…
لا توجد طريقة محددة أو مثلى لكن أساسيات مواجهتهم ترتكز على:
- تجاهلهم بشكل تام
- التركيز على مشغليهم فكلما زادوا عيار هجومهم زاد المُستهدف من فضح مشغليهم
- شخصياً كنت أنشر ما يفترونه واستهزيء به وأطالب بالدليل إن كان لديهم دون الخوض في سجالات
- عدم الخوض في جدال شخصي تحت أي طائل
- رفع القضايا على المواقع الرسمية إن أمكن – أو كما فعلت الاعلامية غادة عويس برفعها قضايا على مشغلي الذباب مباشرة
- والأهم الاستمرار في تأدية الرسالة ونقل الحقيقة دون اكتراث أو تباطؤ
لن تتوقف محاولات الاستهداف واغتيال الشخصية في إطار الصراع المتواصل بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بين الراسخ والطاريء، بين الأصل والهباء المنثور…
وبحمد الله وتوفيقه باءت كل محاولات الباطل والشر بالفشل والهزيمة، حتى وإن سجلوا جولة هنا أو هناك لكنهم خسروا وسيخسرون المعركة لأانهم ببساطة زائلون…
لا نامت أعين الجبناء
عذراً التعليقات مغلقة