الشيخ خلف العليان
المقدمة:
مما يدمي القلب ويؤلم النفس انك ترى شخصيات مهمة شيعية كانت أم سنية شاء القدر ان يتبوؤا مواقع فعالة في الدولة العراقية أن يرددوا كلمة “الأيزيدية” في لقاءاتهم التلفزيونية أو كتاباتهم او مقالاتهم ان كانوا يجيدون القراءة والكتابة تعريفا بأحد مكونات الشعب العراقي وهو المكون “اليزيدي” دون ان يتأكدوا من صحة المعلومات التي يطلقونها عن قصد او عن جهل .
الغاية:
تعريف من لايعرف من الشعب العراقي بالمكون اليزيدي اصوله وانتماءه وديانته واماكن تواجده وايضاح بعض المعلومات الدخيلة التي استجدت بهذا الشأن .
البحث:
لاتوجد ديانة أو قومية تحت مسمى “الايزيدية” مطلقا في جميع انحاء العالم وانما مسميات اطلقت من قبل الرئيس الراحل جلال الطالباني على المكون اليزيدي ليبعد عنهم الانتماء العربي كونهم يقطنون مناطق كردية مثل ( الشيخان ) في محافظة نينوى أو مناطق محاذية مثل ( سنجار ) والقرى المجاورة لها لكي تتاح الفرصة لامكانية ضمها الى اقليم كوردستان وقد دأب أغلب المسؤولين الكرد على ترديد هذا المسمى في جميع المناسبات اصرارا على تحقيق الغاية .
كما ان الموجودين في السلطة بعد 2003 في جميع الحكومات المتعاقبة من السنة والشيعة دأبوا على ترديد نفس التسمية التي اطلقت زورا على هذا المكون سواء كان جهلاً او مجاملةً للاحزاب الكردية للحصول على تأييدهم في التصويت على المناصب أو المكاسب الشخصية ووما يجدر ذكره ان اغلب العراقيين الذين تتجاوز اعمارهم فوق الخمسين عاما وخصوصاً من سكنة مدينة بغداد الحبيبة ، حيث ان في المنطقة المحصورة بين الشورجة وسوق الصفافير كان هناك ولازال نفقاً يربط الجهتين كانت هناك لوحة كبيرة معلقة على مكتب مقابل النفق بجانب سوق الصفافير في شارع الرشيد مكتوب عليها بخط عريض ( مكتب الاموي ) وكان هذا المكتب يعود الى الامير معاوية الاموي وهو ابن عم أمير اليزيدية في جميع انحاء العالم الراحل “تحسين بيك” وهذا دليل واضح من الاسم على ان الحقيقة مغايرة لما يشاع عن تسمية هذا المكون .
ومما يؤيد لنا بشكل قاطع ولا يقبل الشك انني التقيت في نهاية العام 2005 بأحد الامراء اليزيدين في مكتبي وانا بانتظار وصول ممثلي بعض القنوات التلفزيونية لاجراء لقاء تلفزيوني ودار بيني وبين الامير ( لا اريد ذكر اسمه خوفا عليه ) حوارا عن المكون الازيدي اصوله وديانته وبعض الامور الاخرى …فقال بالحرف الواحد ( نحن لسنا ازيدية كما يقول مام جلال ) بل نحن يزيدية عرباً وامويين من اتباع يزيد بن معاوية ونحن مسلمون من الاصل ولدينا قران مخطوظ بما الذهب ونحن من الفرق المتصوفة وبمرور الزمن والانعزال عن العالم خوفا وهرباً لامور خاصة ، حيث اخذ البعض يفكر بان الله هو مصدر الخير ولايصدر منه الا الخير فقط ، اما الشر والسوء فلا يصدر الا من الشيطان وقد تحول المعتقد تدريجيا بين الاجيال نحو وجوب التقرب الى الشيطان والتودد اليه اتقاءاً لشره ومايؤيد صحة هذه المعلومات لي شخصياً على الاقل وجود قبر أحد أئمة اليزيدية وهو “عدي بن مسافر” الذي كان احد اقطاب المتصوفة انذاك على جبل دهكاني الصغير المطل على ناحية فايدة على طريق الموصل – دهوك وقد شاهدته انا شخصيا عندما كنت ضابطا في الجيش العراقي برتبة صغيرة حيث كنت امراً لقوة حماية فايدة عام 1964 .
وحال انتهاء الضيف من كلامه كانت كاميرات الفضائيات قد وصلت وتهيأت وطلبت من الضيف ان كان بامكانه ايضاح ما يمكن من خلال وسائل الاعلام .. فاجاب بامكان ذلك وقد نقلت الفضائيات ما افاد به ذلك اليوم موضحا بعض الحقائق التي كان يجهلها الكثير من الناس ولكن نتيجة هذه الايضاحات انه بنفس اليوم انفجرت سيارة ملغمة في سنجار في مكان مزدحم ذهب ضحيته مئات الضحايا الابرياء واعتقد جازما ان اهل سنجار الكرام لن ينسوا هذا الحادث المشؤوم والمؤلم.
الخاتمة:
هناك بعض الامور الاخرى التي اكدت لي صحة هذه المعلومات فقد كانت لي علاقات قوية تربطني بشيوخ ووجهاء عشائر الهسكان وبعض العشائر الكبيرة في منطقة سنجار وتلعفر حيث كان المرحوم العقيد “باشا خلف الهسكاني” من اعز الاصدقاء واقربهم وعملنا سوية لفترات طويلة وقد بين لي الكثير من ملابسات هذا الموضوع وما يجدر ذكره ان الملابس التي يتزيا بها سكان هذه المناطق عي ( العقال والكوفية والعباءة العربية ) اما ما يخص اليزيدية في الشيخان فقد سألت ذات يوم احد ابناء الامير الراحل تحسين بيك … لماذا لا ترتدون الملابس العربية فأجاب قائلاً ( نحن في منطقة كوردية فاذا لم نلبس مثلهم ونتكلم بلغتهم فسيقتلوننا ويطردوننا من مناطقنا.
لا زالت هناك الكثير من الدلائل الثابتة التي تؤكد عروبة هذا المكون ولكن الظروف قد لاتتيح الفرصة المناسبة للافصاح عنها في الوقت الراهن ولكن المهم هو ان يعرف ابناء العراق هذه الحقائق التي لامناص من الاطلاع عليها ضمانا للحفاظ على وحدة العراق وامنه ومستقبله …
ارجو ان لايفهم من هذه المقالة اننا ضد شعبنا الكوردي الشقيق الذي نكن له كل المودة والاحترام والتقدير وتطلعاته التي تحقق له التقدم والازدهار وانما من أجل إيضاح الحقيقة لمن يجهلها …
والله من وراء القصد .
عذراً التعليقات مغلقة