ممتلئ بفراغك
عزيز فهمي
شاعر من المغرب مقيم في كندا
يملأني فراغك
وريدي يتسابق فيه النمل
النبض خشخشة تبن
في بيادر الحلم
الليل إزار اللحظات العانسة
تُخفي فيه العيون خيباتها
النهار حذاء لأقدام الزمن الأعرج
كلما أردتُ الذهاب إلى كوة المطلق
ينسحب الفضاء كطيف امرأة
في كأس نبيذ
سأصرخ كصدى الصمت
حتى تسمعني أذن العاصفة
وراء الضباب
أمام الله
في كوة الشوق،
صرخة تعبث بالشروق
في أعشاش العصافير
لأن المرايا لا تعكس الصور
كما يريد الفراغ الذي يسكنني
كلُّ ما يظهر أمامي خادع
كالسراب
وكالحقيقة
لذا ألجأ إلى الفجر
في كف الظلام
لأرى
إن لا زالت الديَكة تصيح
لتغري الصباح
تجره إلى حلقة الذكر
فأتذكر أوجاعي على الجمر
حين يُباح للنجوم
أن تغمض عيونها وترتاح
في فراش البياض
فأظل أُحْصي الخرفان السود
في الظلام قطيعا لي…
أرى
إِنْ لا زال مُتهما، بالخطيئة في الكتب،
التفاح
فكل أغصان الشجر
تتجمل بالخضرة بما تملك من الألوان
لتضحك إلهة الخصب العارية
في الحقول
ترقص كغجرية
زوجت خصرها للريح
أصابعها للدفوف المصنوعة
من جلد الوقت
عينيها للشفق الذي يبحث عن مكان
يفر إليه
فهذا الفراغ
يشنق فراغي مني
أسكن الذكرى
في تلاقي ما لا يلتقي
إلا حين نلتقي أنا وأنتِ
في شفاه البوح المحمرة
بالشوق
بالنداء،
اللاءات التي تُنهي
وتَرفُض،
كاذبة
كنور القمر
كصفرة الشمس
لأنها حين تنهي
تأمر
فراغ مملوء بالفراغ
هذا الزمن الخطي المستدير
وفراغ يبحث عن فراغه
في هذا الامتلاء الفارغ
لم أجد عرافتي
لأفرغ في فناجينها
كل النبوءات
أُغيِّرُ ما يفرقنا
بما يجمع نبضي بنبضك
ترقص الشرايين فنمتلئ بنا
هنا وهناك
أغنيات وقوافل أمل
لا دخل لي
في هذا الإيقاع الحزين
في همس النسيم
وخرير الماء
لا دخل لي
لا دخل لي
كدرويش يفر منه إليه
لا يريد أن يفهم
كي يفهم أكثر….
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة