بغداد -عبدالزهرة المحمداوي -خاص قريش :
بعث زعيم ائتلاف الوطنية الدكتور اياد علاوي المتواري عن المشهد العراقي باستثناء الفضائيات ، رسالة الى الرئيس الجديد للولايات المتحدة جوزيف بايدن (والى من دعاهم بعض قادة الولايات المتحدة الجدد)، لمناسبة فوزه في الانتخابات الامريكية ذكره فيها بجهوده التي باءت بالفشل لاصلاح الوضع العراقي بعد الغزو ، بسبب التحالف الامريكي الايراني من اجل اقصائه عن رئاسة الحكومة العراقية التي فاز بها من خلال تزعمه ائتلاف سياسي ضم القوى العربية السنية فيما اتضح ان ذلك يتعارض مع القرار الامريكي بتسليم الحكم في العراق الى الشيعة مهما كانت نتائج الانتخابات.
علاوي كان الاقرب الى محوري المخابرات الامريكية والخارجية الامريكية في الفترة التي سبقت غزو جورج دبليو بوش العراق ٢٠٠٣انهزم امام تيار البنتاغون الذي كان يمثله الراحل احمد الجلبي. نسبيا ، ثم بشكل راجح ونهائي نوري المالكي ومجموعة شخصيات واحزاب شيعية لا تزال في الصدارة .
وقال علاوي الذي خانه اغلب الذين ساهم في صنعهم بعد قيام نوري المالكي بشرائهم من خلال مناصب سياسية وتنفيذية ودبلوماسية ، ليجد نفسه لا يحتكم الا على اصغر الكتل السياسية الهامشية في البرلمان.
نرحب ونأمل بسياسة واضحة للولايات المتحدة الامريكية لدعم الاستقرار والاعتدال في العالم وتبني الحلول السلمية للصراعات الاقليمية من اجل تعزيز الاستقرار والسلام العالمي.
و جاء في رسالة علاوي التي تسلمت – قريش- نسخة منها :
“ان انتخابكم يأتي في وقت يعاني العالم فيه من ازمة عالمية بسبب جائحة الوباء العالمي كورونا، وتصاعد حركات التطرف والارهاب في مناطق مهمة من العالم، والركود والتراجع الاقتصادي وانعدام العدالة في مناطق مختلفة من العالم، وان العراق، كما تعلم جيداً سيادة الرئيس، كان في انحدار منذ ايام الاحتلال، وذلك بسبب اصدار قوانين مؤذية وعدم وضوح سياسات ما بعد النزاع المسلح والحصار المفروض على العراق، ولكن بعد ظهور نتائج انتخابات عام ٢٠١٠ في العراق، اخذ الانحدار يتسارع بعد ضياع فرصة ذهبية للشروع بإصلاح كان من شأنه ان يعكس الانهيار السريع والخطير الذي عصف بالبلاد ويودي بها الى مستقبل مشرق”.
وتابع الدكتور علاوي” للأسف توافقت الادارة الامريكية وايران على اجهاض ارادة الشعب العراقي الكريم والوقوف ضد القوى الفائزة المدنية الوطنية، المتمثلة في ائتلاف العراقية، وبالرغم من محاولاتك شخصياً لتعديل الأمور لكنها لم تؤتِ ثمارها وها نحن في عام ٢٠٢٠، الذي اصبح فيه العراق دولة ضلت الطريق والهوية، حيث انتشر التطرف والارهاب متمثلا بداعش بسبب المناخات الطائفية والمحاصصة وتدخل ايران وغيرها من الدول في شؤون العراق، وتزايد نفوذ ونشاط بعض المليشيات المسلحة المنفلتة ليس في العراق فحسب بل في انحاء كثيرة من الشرق الاوسط واعتمادها على الاغتيالات السياسية كوسيلة للاستحواذ والترويع، كما انتشر الفساد وغاب الحكم الرشيد”.
كما لفت علاوي في رسالته الى انه لا يمكن للديمقراطية الجديدة في العراق النجاة من سيطرة المليشيات غير القانونية والجماعات المسلحة التي تتحكم في بعض صناديق الاقتراع وقمع التظاهرات الشعبية السلمية الواسعة بالقوة والعنف المفرط وان ما يطلبه المتظاهرون الذين يعبرون عن رأيهم في رفض تدخل الدول ووجود السلاح المنفلت وانتشار الفساد بكل الاشكال وتنامي نفوذ الارهاب واستمرار هيمنة البيئة السياسية والاقتصادية المساعدة للارهاب بسبب الحيف والظلم الذي وقع بعد الاحتلال وقبله، وهو امر سبق وان أكدنا عليه مراراً وتكرار مع سيادتكم واخرين الى ان استقرار العراق سيؤدي الى استقرار المنطقة بالكامل والعكس صحيح.
واختتم علاوي رسالته بأن لدى الولايات المتحدة الامريكية التزام قانوني واخلاقي وسياسي لدعم العراق كذلك مساندة المنطقة لتحقيق الاستقرار والسلم المجتمعي.
السؤال المهم ، هو هل لا يزال لدى واشنطن الرغبة في دعم علاوي ، وهو في عمر كبير ويكابد الامراض ، لخوض الانتخابات بعد ان تم تجاهله طول عقد من الزمن؟
علاوي نفسه ضحية نفسه ، ذلك انه اشتغل على اساس ان لا بديل له الا هو ، فوجد نفسه في النهاية وحيداً ، حسنته الوحيدة الوقوف بوجه المد الايراني وعدم تقبيل يد المرشد الايراني علي خامنئي ، كما فعل جميع السياسيين الذين زاروا ايران من دون استثناء .
عذراً التعليقات مغلقة