محمد شاكر شاعر مغربي يطارد سرب الكلام

محمد شاكر شاعر مغربي يطارد سرب الكلام

آخر تحديث : السبت 9 يناير 2021 - 2:32 صباحًا

أطـاردُ سِربَ كـَـلام…

(شَـذراتٌ)

محمد شاكر

FB IMG 1604994012533 - قريش
محمد شاكر

شاعر من المغرب

انبعاث

في الذِّكْرى أَتألَّمْ.

لَكنِّي أَتعَلَّمْ

كيْفَ أُشكِّلُ ما فاتَني مِنْ مَباهِج عُمْر 

بِحبْر الْقَلمْ..

عَلى وَرَق صَقيلٍ

يَغْدو بَياضُه

انْبِعاث أَحْلامٍ

وانْبِجاس نَغَمْ.

كَأنْ ما فاتَني شَيْءٌ

وَلا رَجائي تَلعْثَمْ.

مَشَّاء

أَحِنُّ إِلى مَشّاءْ

يُنَقِّلُ الْخُطى كيْفَ يَشاءْ

يَجوسُ صَمْتَ الْمَمَرّاتِ

بِفَرْحَة فـَراشَة

وتَغريدة عُصْفور

نَبَّهَهُ أَلَقُ الصَّباحْ

إِلى صَحْوَة شَمْسٍ 

وَدَفْق انْشِراحْ.

استعارة

كُلَّما سَوَّيْتُ اسْتِعارةً

أُطَيِّرُها في سَماءِ النَّصّ 

يَنْتفونَ ريشَها..

فَتَهْوي إِلى حَضيضِ اللاَّمَعْنى.

أَهَذا كُلُّ ما في الْأَمْر 
أنا أُطَيِّرُاسْتِعاراتٍ

لِيَزْهُوَ الْعُلُو بِحَفيفِ الْأَجْنِحَة..

وَآخَرون يُسْقِطون التَّغْريدَ 

مُضرجًا بِريشِ الْعُصْفور.


مــــاءْ

بَعْضُ الْماءِ بِشَفافِيّة عَميقَة

بقَعْره يَغْرَقُ الْخَيال
لا يُنْجِدُه صَحْو
ولا ظلالْ.


أقــْران

يَنْفَرِطون..

وَخَيْطُ الْعِقْد تَعَرَّى
أَقْرانيَ الَّذينَ ،

بِهِمُ الْمَوْتُ أَسْرى
في لَيْلٍ

لاأَفْقَه مِن عَتْمَتِه سِرًّا.

بـِرَحيلهمْ ،

تـَكبـُر وَحْشةُ المَكان
يَأتيكَ الصَّدى خافِتا
مِن أثـَر حَياة نَأتْ ،

ولـَحظة مُنفلتة

مِن زَمن جَميلْ.


فصل خامس

بَعْدَ رَحيلِك سَتَكْبُر 

تُطاوِل ناطِحاتِ السَّحابِ.

وَتكونُ الْفَصْلَ الْخامِس

 في سيرَةِ الْكِتاب.


أبــواب

كُلُّ الْأَبْواب الَّتي فَتحْتُ 

لَعَليّ أَغْشى الْكَنفْ.

مِنْ خَلْفي اصْطَفقَتْ 

وَ عَراها التَّلَفْ.
كَأنِّي ما فَتَحتُ بابًا 

أوْ تَفقَّدْتُ ما سَلَفْ.

قدْ تَدْلُف مِنْ بابٍ إِلى مَتاهَة.
وَإِذا تَلفَّتَ الْقَلب

أَنْكَركَ الْخَطْوُ

وغابَ الْبابُ.

لاأحَـــدٌ

كُنْتُ الْواحِد الْغامِض 

في شارِعٍ تُضيءُ مَصابيحُه

كَأنَّها الْوُضوحُ

وَلا أَحَد دَلَّ عَلى انْطِفائي في مَوْج الْعَتَمة

مَنْ يراني، بِـرائِحَة

تَشي بِطينِ الْبَلَدْ ..؟
ياوَلَدًا..

 يَتغَرَّبُ مِثْلي كُلَّ أَحَدْ 

عَلى بابِ الْمَدينَة
وَلا أَحَدٌ .. لا أَحدْ.

لـَـوْثـَـة

لا طُمَأْنينَة مَع مُشاعِ الْكَلام

قَدْ تَأْخُذكَ سِنَةُ الْغُرور

فَيُصابُ اللِّسانُ 

بِلوْثة الْقُصور.

مــَحـْـو

ما زِلْتُ أَمْحوني كِتابَةً 

وَأحْسَبُني مَعْلوم 
تَنْمو مِجَسّاتُهُ

عـَلى وَرَقِ الْوقْتِ الصَّقيل.

مُطاردة

أطاردُ سِربَ كـَلام

لـَعـلـّي أُمْسِك بمُفـْردة

لا تزالُ تـَقـْوى عَلى الـتـَّغـْريد

فـِي قـَفـَص التـَّراكيبِ 

وخـُفوتِ الأنـْغام.

                                                          دجنبر 2020

القصائد خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com